الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ }

{ قَالُوۤاْ } لشدّة حزنهم وغيظهم { إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } اشارة الى منطقة اسحاق (ع) الّتى ورثتها عمّته فربطتها فى حقوه لتأخذه حبّاً له، وقيل انّ: ليان ابارا حيل امّ يوسف (ع) كان يعبد الاوثان وكان له صنم من الذّهب فأخذه يوسف (ع) خفيةً واعطاه امّه ترحّماً على جدّه فى استخلاصه من عبادة الصّنم، وعلى امّه فى استخلاصها من الفقر، وقيل: انّه كان يأخذ الطّعام من خوان ابيه ويعطيه الفقراء خفيةً، وقيل: انّه اخذ شاة من اغنام ابيه واعطاها فقيراً خفيةً، والاوّل هو المروىّ عن ائمتّنا (ع) والمشهور عند اهل مذهبنا { فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ } اى كلمة قد سرق اخ له من قبل ليعيّرهم بها، او اسرّ هذه الكلمة من حيث كذبها، واسرّ كلمة انتم شرّ مكاناً فيكون من قبيل العود على ما تأخّر ويكون قوله قال انتم شرّ مكاناً بدلا منه ويكون المعنى اسرّ مقالة انتم شرّ مكاناً { فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ } يعنى { قَالَ } فى نفسه { أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً } مرتبة ومنزلة اى حالاً او نسب الشّرّ الى المكان والمحلّ مجازاً للمبالغة فى وصفهم بذلك يعنى ان كان نسبة السّرقة الى اخيه صحيحة فانتم شرّ منه حيث دخلتم فى امرٍ فيه اذى ابيكم النّبىّ (ع) من الله وان لم يكن فى الشّرّ معنى التّفضيل فالمعنى واضح { وَٱللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ } من نسبة السّرقة الى يوسف (ع)، ولمّا تذكّروا حال ابيهم وحزنه وعهدهم المؤكّد باليمين فى ردّ بنيامين انقبضوا والتجأوا الى يوسف (ع) وعلى سبيل التّضرّع والاستكانة.