الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }

{ قَالَ ٱجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ } اى خزائن النّقد والجنس فى ارض مصر { إِنِّي حَفِيظٌ } لما تحت يدي عن الخيانة لا اخون بنفسى ولا يمكن الخيانة لغيرى لامانتى وحسن تدبيرى فى الحفظ { عَلِيمٌ } بكيفيّة التّصرّف والحفظ عن الفساد والتّلف. نقل عن النّبىّ (ص): رحم الله اخى يوسف (ع) لو لم يقل: اجعلنى على خزائن الارض لولاّه من ساعته ولكنّه اخّر ذلك سنة، وعن الصّادق (ع) انّه قال يجوز ان يزكّى الرّجل نفسه اذا اضطر اليه اما سمعت قول يوسف (ع): { قَالَ ٱجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } ، اقول: كأنّ غرضه من ذلك تسلّطه على ما يحتاج النّاس اليه ليتوجّهوا اليه فيسمعوا بذلك كلامه ويبلّغ رسالته وآمن بعد ذلك الملك على يده ووكل الامر اليه ودبّر فى السّبع السّنين المخصبة فى تحصيل الحبوب وحفظها وشرع فى السّنين المجدبة ببيعها حتّى حصّل جميع اموال مصر ومواشيها وضياعها وعبيدها وامائها ورقاب اهلها له وصار مالكاً للكلّ، وفى بعض الاخبار انّه بعد الخصب قال للملك: ايّها الملك ما ترى فيما خوّلنى ربّى من ملك مصر واهلها اشر علينا برأيك فانّى لم اصلحهم لافسدهم ولم انجهم من البلاء ليكون وبالاً عليهم ولكنّ الله نجّاهم على يدى قال له الملك: الرّأى رأيك قال يوسف (ع) انّى اشهد الله واشهدك انّى قد اعتقت اهل مصر كلّهم، ورددت عليهم اموالهم وعبيدهم، ورددت عليك ايّها الملك خاتمك وسريرك وتاجك على ان لا تسير الاّ بسيرتى ولا تحكم الاّ بحكمى، قال له الملك: انّ ذلك لشرفى وفخرى ان لا اسير الاّ بسيرتك ولا احكم الاّ بحكمك، ولولاك ما قويت عليه ولا اهتديت له ولقد جعلت سلطانى عزيزاً ما يرام وانا اشهد ان لا اله الاّ الله وحده لا شريك له وانّك رسوله فأقم على ماولّيتك فانّك لدنيا مكينٌ امين.