{ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } اى تلك الرّؤيا اضغاث احلام جمع الضّغث وهو الحزم من النّباتات المختلفة استعير للصّور المختلفة المختلطة من تخيّلات المتخيّلة، فانّ من الرّؤيا ما يشاهده النّفس فى عالمى المثال من صور الطّبيعيّات الموجودة او الآتية او الماضية لكن قلّما يتّفق ان تشاهد الماضية لتوجّه النّفس الى الحال والاتى وادبارها عن الماضى، فما تشاهد فى المثال العلوىّ فهو امّا بشارة من الله او تحذير وانذار او تنبيه واخبار، وما تشاهد فى المثال السّفلىّ فهو امّا غرور من الشّيطان على المعاصى او تحذير منه عن الطّاعات او اخبار بالاتيات غروراً منه او استدارجاً من الله ومنها ما تشاهده باراءة المتخيّلة وتصويرها ممّا لم يكن واقعاً وهو اضغاث الاحلام، والاحلام جمع الحلم وهو ما يراه النّائم فى المنام مطلقاً او ما يراه فى المنام من غير حقيقةٍ له { وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ } كأنّهم اعتذروا عن عدم علمهم بكون الرّؤيا من اضغاث الاحلام الّتى لا تعبير لها وبينما ذاك السّؤال تذكّر السّاقى يوسف (ع) ومهارته فى تعبير الرّؤيا فذكر انّى اعلم عالماً بتعبير الرّؤيا كما قال تعالى { وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ }.