الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }

{ وَقَالَ } يوسف (ع) { لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } نقل انّه لمّا قال ذلك نزل جبرئيل (ع) وقال: ربّك يقرئك السّلام ويقول: من حبّبك الى ابيك؟ - فقال: ربّى، فقال: من أنجاك من الحبّ؟ - قال ربّى، فقال: من حبّبك الى العزيز حتّى اكرم مثواك؟ - فقال: ربّى، فقال من انجاك عن كيد النّساء وعصمك عن الفحشاء؟ - قال: ربّى، فقال: ربّك يقول: اما استحييت منّى التجأت الى غيرى؟ -وقد كان ما بقى من حبسك الاّ ثلاثة ايّام وبجرم الالتجاء الى غيرى تمكث فيه سبعة اعوام وقد كان فى السّجن خمسة اعوامٍ قبل ذلك فصار مدّة مكثه فيه اثنى عشر عاماً { فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ } اى انسى الشّيطان صاحب الشّراب ذكر يوسف (ع) عند الملك او انسى الشّيطان يوسف (ع) تذكّر الله { فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } بعد ما كان قد لبث خمس سنين ونسب الى النّبىّ (ص) انّه قال: رحم الله اخى يوسف (ع) لو لم يقل اذكرنىعند ربّك لما لبث فى السّجن سبعاً بعد الخمس، والبضع ما بين الثّلاثة الى التّسعة وقيل فيه شيء آخر وهو من البضع بمعنى القطع، قيل انّه وقع ليوسف (ع) ثلاث عثراتٍ اوليها الهمّ الّذى وقع منه بالنّسبة الى زليخا فحبس بسببه فى السّجن وثانيتها الالتجاء الى غيره فلبث بسببه فى السّجن بضع سنين وثالثتها ما قال لاخوته انّكم لسارقون فأجابوه بكذبٍ مثله، فقالوا: { إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } ولمّا انقضى مدّة رياضته (ع) وحبسه وحان اوان سلطنته ووسعته، رأى الملك انّه على سريره فخرج من النّيل سبع بقراتٍ سمانٍ احسن ما يكون وجاءت الى جنب سريره ووقفت ثمّ خرج منه سبع بقرات اُخر عجاف فجاءت الى البقرات السّمان فأكلتها، ورأى انّه نبت فى جنب سريره سبع سنبلات خضر ثمّ سبع سنبلات يابسات فالتفّت بالسّنبلات الخضر فاصفرّت ويبست، فتنبّه الملك وأحضر الكهنة والمفسّرين والمنجّمين وقصّ الرّؤيا عليهم كما حكى الله.