الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَـٰذَا بَشَراً إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ }

{ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ } قد مضى وجه اطلاق المكر على ذمّهنّ { أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ } للضّيافة وهيّأت مجلساً لائقاً بشأن الملوك وسألت يوسف (ع) ان يخرج عليهنّ اذا سألت الخروج { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً } احدّ ما يكون بعد الفراغ من الغذاء واعطت كلّ واحدة منهنّ اترجّاً { وَقَالَتِ ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ } بعد ما زيّنته بالالبسة الفاخرة وانواع ما يتزيّن به { فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ } بحيث لم يبق لهنّ شعور بانفسهنّ ومحين فى جماله، وقيل: اكبرن بمعنى حضن فانّ الاكبار ورد فى اللّغة بهذا المعنى لانّ الحيض علامة دخول المرأة فى الكبر كالاحتلام للمرء يعنى من غلبة الوله او من غلبة الشّبق حضن { وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } جرحنها جرحاً كثيراً { وَقُلْنَ حَاشَ للَّهِ } كلمة تعجّب وحاش حرف نزّل منزلة المصدر اى تنزيهاً لله وعلى هذا فالّلام للتّبيين مثل لام سقياً لك، او للقسم سواء جعل حاش كلمة برأسه او كان اصله حاشا خفّف الفه الاخيرة، وقيل: اصله حاشا فعلاً خفّف بحذف الالف من الحشى بمعنى النّاحية والفاعل ضمير يوسف (ع) واللاّم للتّعليل والمعنى تنحّى يوسف عن التّلوّث لله او لتبيين المفعول والمعنى نزّه يوسف الله والفعل لازم والفاعل هو الله والّلام لتبيين الفاعل، او اللاّم للقسم سواء جعل الفعل لازماً او متعدّياً وفاعل الفعل ضمير يوسف (ع)، وقرئ حاشا الله فعلاً لازماً والله فاعله وحاشا لله بتنوين حاش حرفاً منزّلاً منزلة المصدر او منزلة اسماء الاصوات، او بجعله اسم صوتٍ ولام لله حينئذٍ تكون للتّبيين او للقسم { مَا هَـٰذَا بَشَراً } جرين على عادة العرف من نفى البشريّة عمّن يبالغون فى كماله يعنى انّه فوق البشريّه فى جماله ولم يردن نفى البشريّة حقيقة، او اردن ذلك حقيقة { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ } هذا ايضاً على عادة العرف من اثبات الملكيّة لمن يبالغون فى كماله.