الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ }

{ حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ } هو غاية لمحذوف مدلول عليه بسابقه والتّقدير فقد سمعتم طول تكذيب الامم الماضية للرّسل (ع) وامهال الله ايّاهم او فقد كذّب الامم الماضية الرّسل (ع) حتّى اذا استيأس الرّسل (ع) عن ايمان الامم وانجاز الله وعده { وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ } قرئ بالتّشديد والبناء للمفعول وبالتّخفيف والبناء للمفعول والفاعل وعلى كلّ القرائات يحتمل ارجاع فاعل ظنّوا الى الرّسل والمرسل اليهم المؤمنين والمرسل اليهم المكذّبين وارجاع ضمير انّهم الى كلّ وقد ورد فى الخبر فى وجه تخفيف كذبوا والبناء للمفعول وارجاع الضّمائر الى الرّسل انّهم وكّلهم الله الى انفسهم طرفة عينٍ او اقلّ حتّى ظنّوا انّهم قد كذبوا فى وعد النّصر واتيان العذاب على المكذّبين بتمثّل الشّيطان لهم بصورة الملك الموحى واخبار النّصر والعذاب { جَآءَهُمْ نَصْرُنَا } وذلك لانّه تعالى لغاية رحمته بعباده يتوانى بهم خصوصاً فى وعد نزول العذاب واهلاكهم { فَنُجِّيَ } قرئ نجّى ماضياً مبنيّاً للمفعول من التّفعيل ومضارعاً متكلّماً مع الغير من الافعال، وماضياً معلوماً من الثّلاثى المجرّد { مَن نَّشَآءُ } من الرّسل (ع) واتباعهم { وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } اتى بالمضارع الدّالّ على الاستمرار مصرّحاً بوصف المهلكين من الامم الماضية بالمجرمين اشعاراً بانّ ذلك ثابت لمن أجرم من اهل كلّ عصر تعريضاً بامّة محمّد (ص).