{ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً } وكان سجودهم ذلك عبادةً لله { وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ } لم يذكر ما فعل اخوته به ونجاته منهم لئلاّ يكون تثريباً عليهم { وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ } لانّهم كانوا اصحاب البدو والمواشى ينتقلون فى المياه والمراعى { مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ ٱلشَّيْطَانُ } وسوس وافسد { بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ } نسب فعل الاخوة الى الشّيطان مراعاة لهم { إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ } دقيق علماً وعملاً لما يشاء فيدبّره على ادقّ ما يكون بحيث لا يدرك مسالك تدبيره احد { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ } البالغ فى العلم { ٱلْحَكِيمُ } الكامل فى العمل، ولمّا تمّ له النّعمة باتياء الملك والانجاء من المهالك والجمع بينه وبين ارحامه حين كمال العزّة والسّلطنة توجّه الى الله وتذكّر نعمة فقال { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ }.