الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ }

{ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ } تعليل او حال { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } ثنى الصّدر وثنى الظّهر كناية عن اخفاء الانسان نفسه حتّى لا يراه احد وهو ابداء ذمّ بأنّهم لحمقهم يثنون صدورهم { لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ } من الله مع انّه عالم بسرائرهم فكيف يتسخفون منه بعلنهم بواسطة تثنية ظهورهم، روى انّ المشركين كانوا اذا مرّوا برسول الله (ص) حول البيت طأطأ احدهم ظهره ورأسه هكذا، وغطّى رأسه بثوبه حتّى لا يراه رسول الله (ص) فأنزل الله الآية، ونقل انّه كناية عن انطواء قلوب المنافقين على بغض علىّ (ع) { أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } حين دخولهم فى خلواتهم واستغشائهم ثيابهم للمنام وهو أخفى حالاتهم او حين يستغشون ثيابهم لئلاّ يراهم الرّسول (ص) { يَعْلَمُ } الله { مَا يُسِرُّونَ } من النّيّات فيعلم نبيّه (ص) والمؤمنين { وَمَا يُعْلِنُونَ } من الافعال { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } بمكمونات الصّدور الّتى لم تخرج من القوّة الى الفعل بعد، ولا خبرة لهم بها فكيف بنيّاتها وخطراتها وحالاتها الّتى هى علانية بالنّسبة الى ذات الصّدور فانّ غير المكمونات لجواز زوالها عن الصّدور لا يصدق عليها انّها صاحبة للصّدور وهو تعليل لسابقه.