الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ }

{ وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ } روى عن الباقر (ع) انّ نوحاً (ع) لمّا غرس النّوى مرّ عليه قومه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون قد قعد غرّاساً، حتّى اذا طال النّخل وكان طوالاً قطعه ثمّ نحته فقالوا قد قعد نجّاراً، ثمّ الّفه فجعله سفينة فمرّوا عليه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون قد قعد مّلاحا فى فلاة من الارض، حتّى فرغ منها، وكأنّه اشار الى اجمال سخريّتهم والاّ فانّهم سخروا منه بانواع ما يسخر به كما نقل { قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } وهكذا كان شأن كلّ محقٍّ ومبطلٍ لانّ كلّ من رأى غيره خارجاً من طريقته يسخر منه لكن سخريّة المحقّ عقليّة وسخريّة المبطل خياليّة نفسيّة.