الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّلاَقُواْ رَبِّهِمْ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ }

{ وَيٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً } بعد ما اظهر الدّعوى وادّعى خفاء المدّعى عليهم تعرّض لجوابهم لانّهم عرّضوا بتكذيبه الى انّه (ص) طالب للدّنيا والرّياسة وبتحقير الاتباع الى طردهم عنه بل صرّحوا بطردهم كما نقل فقال: ان كنت طالباً لدنياكم ينبغى ان يظهر منّى التّعرّض لها حيناً ما، والحال انّى لا اسألكم عليه مالاً { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ } وان كان ازدراء المؤمنين فى اعينكم سبباً لتوهينى ومانعاً من اتّباعكم لى فليس امرهم الىّ { وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّلاَقُو رَبِّهِمْ } بملاقاة خليفته ومظهره وبملاقاة ملكوت ربّهم المضاف فى الدّنيا والآخرة ولذا أتى باسم الفاعل اشارة الى تحقّق الملاقاة فى الحال { وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ } استدراك لما اوهم كلامهم واستدلالهم على تكذيبه من انّهم اهل علم وعقل ومقابلة لما قالوا له من قولهم ما نريك يعنى انّ تكذيبى وعدم اتّباعى ليس لما ذكرتم بل لوقوعكم فى دار الجهل وبعدكم عن دار العلم والعقل.