الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }

{ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ } من الرّأى بمعنى الاعتقاد ولمّا كان حقيقة الاستفهام الاستخبار ومعنى الاستخبار طلب الاخبار عن اعتقاد المستخبر عنه استعملوا تلك الكلمة فى معنى اخبرونى مجرّداً عن الاعتقاد لئلاّ يلزم التّكرار وقد مرّ نظيره { إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ } فعميّت جواب الشّرط، وجملة الشّرط والجزاء متعلّق ارأيتم وارأيتم معلّق عنها والحقّ انّ التّعليق كما يقع باداة الاستفهام يقع باداة الشّرط ايضاً وحينئذٍ يكون جملة انلزمكموها مستأنفة منقطعة عمّا قبلها او الفاء عاطفة وعمّيت معطوف على الشّرط والجزاء محذوف بقرينة ارأيتم او بقرينة انلزمكموها وانلزمكموها مفعول ارأيتم معلّقاً عنه باداة الاستفهام، والبيّنة قد مرّ مراراً انّها النّبوّة كما انّ الزّبر هى الولاية واطلاقها على الرّسالة واحكامها وعلى المعجزة المبيّنة لصدق الدّعوى وعلى الكتاب السّماوىّ لكونها صورة النّبوّة وظهورها، والرّحمة هى الولاية والنّبوّة وتوابعها صورة الرّحمة ولذا وحّد الضّمير فى عمّيت ونلزمكموها ولتوحيد الضّمير وجوه اخر لا فائدة معتدّاً بها فى ذكرها.