الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَٰتٍ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ } متحدّياً معهم { فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } فيما تدركون منه من حسن النّظم وتناسق الحروف والكلمات وتأدية معانٍ كثيرة بالفاظ قليلةٍ والاتيان بحقّ ما يقتضيه كلّ مقام والتّأدية بأحسن ما يمكن التّأدية به بحسب كلّ مقام، وامّا ما لا تدركونه منه ممّا يترتّب على حروفه من فوائد العلوم المنوطة بحروفه من علم الاعداد والحروف والطّلسمات، وممّا يستنبط منه من المغيبات الّتى كلّها عند اهل القرآن وليس لاحدٍ الوصول اليها الاّ بتطهير قلبه من الاحداث والاخباث ودخوله فى سلك المشاهدين او المتحقّقين بحقيقة القرآن، لانّ القرآن لا يمكن مسيسه الاّ للمتطهّرين فلا كلام فيه معكم فانّكم متباعدون عن التّخاطب بامثال هذه { وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ } من الشّياطين والجنّة الّتى يدعوها الكهنة، ومن الكواكب والاصنام الّتى يدعوها المشركون، ومن الفصحاء الّذين يظنّهم النّاس قادرين على الاتيان بمثله { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } انّه مفترى.