الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـٰؤُلاۤءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }

{ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ } الخطاب عامّ او خاصّ بمحمّد (ص) لكن على طريقة، ايّاك اعنى واسمعى يا جارة، والفاء للجزاء الا اذا علمت حال آلهة الامم السّابقة وانّها لا تغنى عن عابديها شيئاً بما قصصناه عليك وبما شاهدت من آثارهم فلا تك فى مريةٍ { مِّمَّا يَعْبُدُ هَـٰؤُلاۤءِ } من عبادة هؤلاء لانّ عبادتهم مثل عبادة اسلافهم او من الالهة الّتى يعبدها هؤلاء فانّ حالها كحال آلهة السّالفين { مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم } اى الامم السّالفة الّذين قصصتهم عليك والتّقدير كما كان يعبد آباؤهم فحذف لدلالة قوله { مِّن قَبْلُ } عليه { وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ } اى قسطهم من العذاب كآبائهم او نصيبهم من ارزاقهم الى آجالهم حتّى نذهب بهم الى دار شقائهم { غَيْرَ مَنقُوصٍ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ } كتاب النّبوّة وصورته التّوارة كما آتيناك الكتاب { فَٱخْتُلِفَ فِيهِ } كما اختلف فى كتابك { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } بامهالهم حتّى يخوضوا فى طغيانهم { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } بين المختلفين من قوم موسى (ع) او من قومك بتمييز المبطل عن المحقّ واهلاك المبطل وابقاء المحقّ { وَإِنَّهُمْ } اى منكرون قومك { لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } من كتابك { مُرِيبٍ } بالغ سواء كان من قبيل ظلّ ظليل او بمعنى موقع للغير فى الشّكّ على ان يكون من ارابه بمعنى اوقعه فى الشّكّ.