الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ٱئْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } * { فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ } * { فَلَمَّآ أَلْقَواْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } * { وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ }

{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ٱئْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } ماهرٍ { فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ } وامرهم فرعون باتيان السّحر ودبّروا ما دبّروا وتهيّؤا لمعارضة موسى (ع) { قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ } بعد ما خيّروه واختار موسى تقديمهم { أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ فَلَمَّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ } ما مبتدأٌ وجئتم به صلته والسّحر خبره، وقرئ السّحر بهمزة الاستفهام وحينئذٍ يكون ما استفهاميّة وجئتم به خبره والسّحر بدله والمعنى على الاوّل ما جئت به آلهىٌّ وما جئتم به بشرىٌّ مبنىّ على الاعمال الدّقيقة الخفيّة او شيطانىّ مبنىّ على تمزيج القوى الارضيّة مع الارواح السّفليّة { إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } التّكوينيّة من الآيات والمعجزات ولا سيّما الكلمات التّامّات من الانبياء والاوصياء { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ } اى جمع قليل من شبّان قوم موسى لقلّة مبالاتهم بتهديد فرعون او من قوم فرعون بمقتضى شبابهم حال كون هؤلاء الشّبّان مع جرأتهم وعدم مبالاتهم مشتملين { عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ } يعّذبهم بالبلايا بدل من فرعون وملائهم او مفعول الخوف او بتقدير لام التّعليل وجمع الضّمير فى ملائهم امّا لتعظيم فرعون او لانّ المراد من فرعون هو وخواصّه فانّه كثيراً ما يطلق اسم الرّئيس ويراد به الرّئيس واتباعه، او باعتبار رجوعه الى الذرّيّة سواء فسّر بذرّيّة من قوم موسى (ع) او من قوم فرعون وعلى هذا يجوز ان يكون مفعول يفتنهم هو الملأ وعلى غير هذا الوجه فافراد الضّمير فى يفتنهم للاشعار بانّ الخوف من ملأه كان بسببه وانّ الملأ كانوا لا حكم لهم بالاستقلال { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي ٱلأَرْضِ } لقاهر غالب عطف باعتبار المعنى كأنّه قال انّه ليفتنهم وانّه لعالٍ او حال ووضع الظّاهر موضع المضمر للاشعار بعلّة العلوّ لانّ اسم فرعون كان من القاب ملك مصر { وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } اكتفى بالضّمير لانّ الاسراف لا يتوقّف على السّلطنة والمراد الاسراف فى تعذيب قوم موسى (ع).