الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنْذَرِينَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ }

{ فَكَذَّبُوهُ } بعد اتمام الحجّة كما كّذبوه فى اوّل الدّعوة { فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ } من اذى قومه او من الغرق { وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ } فى الارض لنفسى اوللهالكين { وَأَغْرَقْنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَٱنْظُرْ } حتّى تتسلّى وتطمئنّ بنصرتنا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنْذَرِينَ ثُمَّ بَعَثْنَا } عطف باعتبار المعنى ومفاد المحكّى كأنّه قال: بعثنا نوحاً الى قومه ثمّ بعثنا { مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ } المعجزات الدّالاّت على صدقهم او احكام النّبوّة المتعلّقة بالقالب دون القلب فانّها تسمّى بالبيّنات كما انّ احكام القلب تسمّى بالزّبر { فَمَا كَانُواْ } ثابتين { لِيُؤْمِنُواْ } يعنى ما كان فى سجيّتهم قوّة الايمان فكيف بفعليّته { بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ } بالرّسالة الّتى كذّبوها { مِن قَبْلُ } اى من قبل ان يبلغوا اوان الرّشد وجواز وصول دعوة الرّسالة اليهم، او من قبل هذا العالم فى عالم الذّرّ، او من قبل زمانهم باعتبار تكذيب اسلافهم للرّسل { كَذَلِكَ } الطّبع الّذى طبعناه على قلوبهم { نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ } تهديد لمكذّبى قومه (ص).