الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }

{ قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ } ولمّا كان ههنا عدم تبادرهم الى الجواب متوقّعاً لخفاء هداية الله عليهم او لاحتمالهم هداية اصنامهم امره (ص) بالتّبادر الى الجواب من قبلهم فقال { قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ } مقول قوله (ص) او استيناف كلام من الله { أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ } قرئ يهدّى بتشديد الدّالّ من اهتدى بابدال التّاء دالاً وادغامها وقرئ حينئذٍ بكسر الهاء على قانون تحريك السّاكن بالكسرة وبفتحها على نقل حركة التّاء، وقرئ فى صورة كسر الهاء بفتح الياء على الاصل وبكسرها على اتّباعها، وقرئ بتخفيف الدّال من الهدى بمعنى الرّشاد او بمعنى الدّلالة { إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } تنزيل الآيات فى الاشراك بالآله وتأويلها فى الاشراك بالولاية ولذا فسّر من يهدى بمحمّد (ص) وآله (ع) من بعده (ص)، وعلى التّأويل يجوز تفسير الآية هكذا قل هل من شركاءكم من يهدى غيره او يهتدى بنفسه الى الحقّ قل الله فى مظاهره النّبويّة او الولويّة يهدى غيره او يهتدى بنفسه الى الحقّ افمن يهدى غيره او يهتدى الى الحقّ احقّ ان يتّبع ام من لا يهدى غيره او لا يهتدى على قراءة تخفيف الدّال، او ام من لا يهتدى فقط على قراءة تشديد الدّال، وكأنّه للاشارة الى التّأويل اتى فى الكلّ بلفظ من الّتى هى لذوى العقول { فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } باىّ حكم تحكمون فتختارون ما ليس له جهة ادراك على من يملك المدارك كلّها.