الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }

{ وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ } عطف على انّ الّذين لا يرجون لقاءنا وتخلّل ان الّذين آمنوا غير مخلٍّ بالوصل والعطف لانّه جوابٌ لسؤالٍ ناشٍ عن المعطوف عليه فكأنّه من متعلّقاته كأنّه قال: انّ الّذين لا يرجون لقاءنا حالهم كذا مع انّ حال المؤمنين كذا ولو عجّلنا لهم الشّرّ الّذى استحقوه لم يبقوا فى الدّنيا متمتّعين { ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ } تعجيلاً مثل تعجيله لهم الخير فالباء للتعدية او مثل حثّه وحمله ايّاهم على العجلة فى الخير او بالخير فالباء بمعنى فى او للسبيّة او مثل عجلتهم فى الخير او بسبب الخير { لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } لاقضى اليهم قضاء مدّتهم الّتى اجّلوا فيها او لاقضى اليهم آخر عمرهم الّذى اجّلوا اليه { فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } عطف على لو يعجّل الله باعتبار المعنى اى لم يعجّل فنذر الّذين لا يرجون او جزاء شرطٍ محذوفٍ اى اذا لم نقض اليهم اجلهم فنذرهم فى طغيانهم.