الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

{ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ } من الاصنام والكواكب والاهواء والمهويّات ومن نصب دون الامام فانّ شيئاً من هذه لا يقدر على نفعٍ وضرٍّ الاّ باذن الله واذا لم يتصوّر فى المدعوّ نفع وضرّ كان دعاؤه لغواً وهذا على ايّاك أعنى واسمعى يا جارة، او صرف الخطاب عنه الى غير معيّن { فَإِن فَعَلْتَ } الفاء للسببيّة المحضة { فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ ٱلظَّالِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ } حال او عطف فيه معنى التّعليل { فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ } اختلاف القرينتين للدّلالة على تفاوتهما فى الارادة كأنّ الضّرّ يمسّ الانسان بفعله من غير ارادة الله وان كان الفاعل هو الله لانّه غير مراد بالّذات وانّ الخير بارادة الله كما قال تعالى ما اصابك من حسنةٍ فمن الله وما اصابك من سيئةٍ فمن نفسك ووضع فضله موضع ضمير الخير للاشارة الى ما قلنا من انّ الشّرّ غير مراد بالذّات ويلحق العبد بعمله وانّ الخير مراد بالذّات كأنّه يلحق العبد بمحض الفضل من دون استحقاقٍ بالعمل { يُصَيبُ بِهِ } بالخير { مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } عطف على يصيب والمقصود انّه لا يمسّ الضّرّ اكثر المستحقّين لانّه هو الغفور الرّحيم فوضع موضع المعلول.