الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ } * { أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُمْ مُّؤُمِنِينَ } * { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } * { وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ (12) وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ } وعابُوه { فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ } أي فقاتلوهم وضع الظاهر موضع المضمر اشعاراً بأنّهم صاروا بذلك ذوي الرّياسة والتقدم في الكفر أحقّاء بالقتل { إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ } على الحقيقة والا لما طعنوا ولم ينكثوا وقرئ بكسر الهمزة.

ورواها في المجمع عن الصادق عليه السلام يعني لا عبرة بما أظهروه من الإِيمان { لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ } متعلق بقاتلوا أي لكن غرضكم في المقاتلة أن ينتهوا عمّا هم عليه لا إيصال الأذيّة بهم كما هو طريقة المؤذين وهذا من غاية كرمه سبحانه وفضله.

القمي نزلت هذه الآية في أصحاب الجمل وقال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل ما قاتلت هذه الفئَة النّاكثة إلا بآية من كتاب اللهِ يقول الله وان نكثوا أيمانهم الآية.

وفي قرب الإسناد والعياشي عن الصادق عليه السلام قال دخل علي أناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزّبير فقلت لهم كانا من أئمّة الكفر إنّ عليّاً يوم البصرة لمّا صفّ الخيول قال لأصحابه لا تعجلوا على القوم حتّى اعذر فيما بيني وبين الله تعالى وبينهم فقام إليهم فقال يا أهل البصرة هل تجدون عليّ جواراً في حكم قالوا لا قال فحيفاً في قسمة قالوا لا قال فرغبةً في دنيا أخذتها لى ولأهل بيتي دونكم فنقمتم عليّ فنكثتم بيعتي قالوا لا قال فأقمت فيكم الحدود وعطّلتها عن غيركم قالوا لا قال فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث إنِّي ضربت الأمر أنفه وعينه فلم أجد إلا الكفر أو السيف ثم ثنّى إلى أصحابه فقال إنّ الله تعالى يقول في كتابه { وان نكثوا أيمانهم } الآية.

ثم قال عليّ عليه السلام والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة واصطفى محمّداً صلَّى الله عليه وآله وسلم بالنّبوّة إنهم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت.

والعياشي عنه عليه السلام من طعن في دينكم هذا فقد كفر قال الله { وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لعلّهم ينتهون }.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام عذرني الله من طلحة والزّبير بايعاني طائعين غير مكرهين ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ نزلت حتّى قاتلتهم { وان نكثوا أيمانهم }. الآية وفي معناه أخبار كثيرة.

{ (13) ألاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً } تحريض على القتال { نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ } التي حلفوها مع الرّسُول صلَّى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين على أن لا يعاونوا عليه فعاونوا { وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ } حين تشاوروا في أمره بدار النّدوة حتى أذن الله له في الهجرة فخرج بنفسه على ما سبق ذكره في قولهوإذ يمكر بك الذين كَفَرُوا }

السابقالتالي
2