الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّمَن فِيۤ أَيْدِيكُمْ مِّنَ ٱلأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ ٱللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

{ (67) مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ } يكثر القتل ويبالغ فيه حتى يذل الكفر ويقلّ حزبه ويعزّ الإِسلام ويستولي أهله من أثخنه المرض إذا أثقله { تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا } حطامها بأخذ الفداء { واللهُ يُرِيدُ الأَخِرَةَ } يريد لكم ثواب الآخرة { وَاللهُ عَزِيزٌ } يغلب أولياءه على أعدائه { حَكِيمٌ } يعلم ما يليق بكل حال ويخصّه بها قيل كان هذا يوم بدر فلمّا كثر المسلمون نزلفَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً } [محمد: 4] وقد مضى لهذه الآية وما بعدها بيان في قصة بدر.

{ (68) لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللهِ سَبَقَ } أي حكم منه سبق اثباته في اللّوح باباحة الغنائم لَكُمْ { لَمَسَّكُمْ } لنالكم { فِيمَآ أخَذْتُمْ } فيما استحللتم قبل الإِباحة من الفداءِ { عَذَابٌ عَظِيمٌ }.

{ (69) فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ } من الفدية { حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللهَ } في مخالفته { إنَّ اللهَ غَفُورٌ } غفر لكم ذنبكم { رَّحِيمٌ } أباح لكم ما أخذتم.

{ (70) يَآ أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَنْ فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى } وقرئ الأسارى { إِن يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيراً } خلوص عقيدة وصحّة نيّة في الإِيمان { يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ } من الفداءِ { وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } قد مضى لهذه الآية بيان في قصة بدر.

وفي الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام أنّها نزلت في العباس وعقيل ونوفل.

" وقال رسول الله صلَّى عليه وآله وسلم نهى يوم بدر أن يقتل أحد من بني هاشم وأبو البختري فأسروا فأرسل عليّاً عليه السلام فقال انظر من هاهنا من بني هاشم قال فمّر عليّ عليه السلام على عقيل بن أبي طالب فحاد عنه [حار خ ل] عنه فقال له عقيل يا ابن أمّ عليّ أما والله لقد رأيت مكاني قال فرجع إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم وقال هذا أبو الفضل في يد فلان وهذا عقيل في يد فلان وهذا نوفل ابن الحرث في يد فلان فقام رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم حتى انتهى إلى عقيل فقال له يا أبا يزيد قتل أبو جهل فقال إذاً لا تنازعون في تهامة فقال إن كنتم أثخنتم القوم والا فاركبوا اكتافهم قال فجيىءَ بالعباس فقيل له افد نفسك وافد ابني أخيك فقال يا محمد تتركني أسأل قريشاً في كفّي قال أعط ما خلّفت عند أمّ الفضل وقلت لها ان أصابني في وجهي هذا شيء فانفقيه على ولدك ونفسك فقال له يا ابن أخي من أخبرك بهذا فقال أتاني به جبرئيل من عند الله فقال ومحلوفه ما علم بهذا أحد إلاّ أنا وهي أشهد أنّك لرسول الله قال فرجع الأسرى كلّهم مشركين إلاّ العباس وعقيل ونوفل وفيهم نزلت هذه الآية "

السابقالتالي
2