الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ } * { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ } * { وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ (38) قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ إن يَنْتَهُواْ } عن الكفر ومعاداة الرسول { يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ } من ذنوبهم { وَإن يَعُودُواْ } الى قتاله { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ } الذين تحزّبُوا على الأنبياءِ بالتدمير كما جرى على أهل بدر فليتوقّعوا مثل ذلك.

والعياشي عن الباقر عليه السلام أنه قال له رجل إنّي كنت عاملاً لبني أمية فأصبت مالاً كثيراً فظننت أنّ ذلك لا يحلّ لي فسألت عن ذلك فقيل لي إنّ أهلك ومالك وكل شيء لك حرام فقال ليس كما قالوا لك قال فلي توبة قال نعم توبتك في كتاب الله { قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف }.

{ (39) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } لا يوجد فيهم شرك.

القميّ أي كفر قال وهي ناسخة لقولهكُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ } [النساء: 77] ولقولهوَدَعْ أَذَاهُمْ } [الأحزاب: 48] { وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ } ويضمحل عنهم الأديان الباطلة.

في الكافي عن الباقر عليه السلام لم يجىء تأويل هذه الآية بعد إن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم رخّص لهم لحاجته وحاجة أصحابه فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم ولكنهم يقتلون حتى يوحد الله وحتى لا يكون شرك.

وفي المجمع والعياشي عن الصادق عليه السلام لم يجىء تأويل هذه الآية ولو قد قام قائمنا بعد سَيَرى من يدركه ما يكون من تـأويل هذه الآية وليبغلنّ دين محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم ما بلغ الليل حتى لا يكون مشرك على ظهر الأرض كما قال الله تعالىيَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً } [النور: 55] { فَإنِ انْتَهَوْا } عن الكفر { فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فيجازيهم على انتهائهم عنه واسلامهم.

{ (40) وَإن تَوَلَّوْا } ولم ينتهُوا { فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَوْلاَكُمْ } ناصركم فثقوا به ولا تبالوا بمعاداتهم { نِعْمَ المَوْلَى } لا يضيع من تولاَّه { وَنِعْمَ النَّصيرُ } لا يغلب من نصره.

{ (41) وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ } قيل أي الذي أخذتموه من الكفّار قهراً.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام هي والله الإِفادة يوماً بيوم.

أقول: يعني استفادة المال من أية جهة كانت { فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ولِلرَّسُولِ وَلِذيِ الْقُرْبَى وَالْيَتَامى وَالْمسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ }.

في الكافي عن الباقر عليه السلام إنّ ذا القربى هم قرابة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم والخمس للرسُول ولنا.

والعياشي عن أحدهما عليهما السلام مثله وزاد انّه سئل منهم اليتامى والمساكين وابن السبيل قال نعم.

وفي الكافي والتهذيب عن أمير المؤمنين عليه السلام نحن والله عنى بذي القربى الّذينَ قرنهم الله بنفسه وبرسوله فقال ما افآءَ الله على رسوله من أهل القرى فلِلّهِ وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل منا خاصة قال ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيباً أكرم الله نبيّه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس.

السابقالتالي
2