الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } * { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } * { وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَمَا كَانُوۤاْ أَوْلِيَآءَهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ ٱلْمُتَّقُونَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ (31) وَإذَا تُتْلِى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَآءَ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَآ } قيل قائله النضر بن الحرث بن كلدة وأسر يوم بدر فقتله النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم صبراً بيد عليّ عليه السلام وانّما قاله صلفاً وهذا غاية مكابرتهم وفرط عنادهم إذا لو استطاعوا ذلك فما منعهم أن يشاؤا وقد تحداهم وقرعهم بالعجز عشر سنين ثم قارعهم بالسيف فلم يعارضوا سواه مع فرط حرصهم على قهره وغلبته { إِنْ هَذَآ إلآَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } ما سطره الأوّلون من القصص قيل قاله النّضر أيضاً وذلك أنّه جاء بحديث رستم واسفنديار من بلاد فارس وزعم أنّ هذا مثل ذلك.

{ (32) وَإذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارةً مِّنَ السَّمَآءِ أوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ ألِيمٍ } قيل هذا أيضاً من كلام النضر وهو أبلغ في الجحود أراد به التهكم واظهار الجزم التام على كونه باطلاً.

والقميّ قاله أبو جهل.

وفي الكافي قاله الحرث بن عمرو الفهريّ.

وفي المجمع قاله النعمان بن الحرث كما يأتي جميعاً.

{ (33) وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } بيان لموجب امهالهم والتوقف في اجابة دعائهم.

{ (34) وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذًِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } فانهم الجأوا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين إلى الهجرة وأحصروا عام الحديبية { وَمَا كَانُوا أَوْلِيآءَهُ } مستحقين ولاية أمره مع شركهم وهو ردّ لقولهم نحن ولاة البيت والحرم { إنْ أَوْلِيَآؤُهُ إلاَّ الْمُتَّقُونَ } من الشرك الذين لا يعبدون فيه غيره.

في المجمع عن الباقر عليه السلام معناه وما أولياء المسجد الحرام إلاّ المتقون.

والعياشي عن الصادق عليه السلام وما كانوا أولياءه يعني أولياء البيت يعني المشركين إن أولياؤه إلا المتقون حيثما كانوا أولى به من المشركين { وَلَكِنَّ أكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أن لا ولاية لهم عليه.

القميّ " نزلت لما قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم لقريش إنّ الله بعثني أن أقتل جميع ملوك الدنيا وأجرّ الملك إليكم فأجيبوني إلى ما أدعوكم إليه تملكوا بها العرب وتدين لكم بها العجم وتكونوا ملوكاً في الجنّة ".

فقال أبو جهل: اللّهم إن كان هذا الذي يقول محمّد هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السَّماءِ أو ائتنا بعذاب أليم حَسَداً لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم ثم قال: كنّا وبني هاشم كفرسي رهان نحمل إذا حملوا ونطعن إذا طعنوا ونوفد إذا وفدوا فلما استوى بنا وبهم الركب قال قائل منهم منّا نبيّ لا نرضى بذلك أن يكون في بني هاشم ولا يكون في بني مخزوم ثم قال غفرانك اللّهُمَّ فأنزل الله في ذلك { وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله مُعَذّبهم وَهُمْ يستغفرون } حين قال غفرانك اللَّهُمَّ.

السابقالتالي
2 3