الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلاَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً } * { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } * { يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } * { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } * { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً } * { إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً }

{ (4) إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكِافِرِينَ سَلاسِلَ } بها يقادون { وَأَغْلالاً } بها يقيدون { وَسَعِيراً } بها يحرقون وقرىء سلاسلاً للمناسبة.

{ (5) إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ } من خمر وهي في الأصل القدح تكون فيه { كَانَ مِزَاجُهَا } ما يمزج بها { كَافُوراً } لبرده وعذوبته وطيب عرفه.

{ (6) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عَِبادُ اللَّهِ } القمّي اي منها { يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً } يجرونها حيث شاؤوا إجراءً سهلاً.

في المجالس عن الباقر عليه السلام هي عين في دار النبيّ صلّى الله عليه وآله يفجّر الى دور الانبياء والمؤمنين.

{ (7) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ } بيان لما رزقوا لأجله وهو ابلغ في وصفهم بالتوفّر على اداء الواجبات لأنّ من وفى بما اوجبه على نفسه كان اوفى بما اوجبه الله عليه { وَيَخافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } شدائده فاشياً منتشراً غاية الانتشار القمّي المستطير العظيم.

وفي المجالس عن الباقر عليه السلام يقول كلوحاً عابساً.

{ (8) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلَى حُبِّهِ } حبّ الطعام.

في المجالس عن الباقر عليه السلام يقول على شهوتهم للطعام وايثارهم له { مِسْكِيناً } قال مساكين المسلمين { وَيَتِيماً } قال من يتامى المسلمين { وَأَسِيراً } قال من اسارى المشركين.

{ (9) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزاءً وَلاَ شُكُوراً } قال يقولون اذا اطعموهم ذلك قال والله ما قالوا هذا لهم ولكنّهم اضمروه في انفسهم فاخبر الله باضمارهم يقولون لا نريد منكم جزاء تكافؤننا به ولا شكوراً تثنون علينا به ولكنّا انّا اطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.

{ (10) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً } يعبس فيه الوجوه { قَمْطَرِيرَاً } شديد العبوس.

في المجمع قد روى الخاص والعام انّ الآيات من هذه السورة وهي قوله انّ الابرار يشربون الى قوله كان سعيكم مشكوراً نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجارية لهم تسمّى فضّة والقصّة طويلة جملتها انّه مرض الحسن والحسين فعادهما جدّهما ووجوه العرب وقالوا يا ابا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً فنذر صوم ثلاثة ايّام ان شفاهما الله سبحانه ونذرت فاطمة عليها السلام وكذلك فضّة فَبرءا وليس عندهم شيئ فاستقرض عليّ عليه السلام ثلاثة اصوع من شعير من يهودي وروي انّه اخذها ليغزل له صوفاً وجاء به الى فاطمة فطحنت منها صاعاً فاختبزته وصلّى عليّ عليه السلام المغرب وقرّبته اليهم فاتاهم مسكين يدعو لهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا الاّ الماء فلمّا كان اليوم الثاني اخذت صاعاً فطحنته واختبزته وقدمته الى عليّ عليه السلام فاذا يتيم على الباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الاّ الماء فلمّا كان اليوم الثالث عمدت الى الباقي فطحنته واختبزته وقدّمته الى عليّ عليه السلام فاذا اسير بالباب يستطعم فاعطوه ولم يذوقوا الاّ الماء فلمّا كان اليوم الرّابع وقد قضوا نذورهم اتى عليّ عليه السلام ومعه الحسن والحسين عليها السلام الى النبيّ صلّى الله عليه وآله وبهما ضعف فبكى رسول الله صلّى الله عليه وآله ونزل جبرئيل عليه السلام بسورة هل اتى.

السابقالتالي
2