الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَٰتِنَا يَجْحَدُونَ } * { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُغْشِي ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلأَمْرُ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ (50) وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَآءِ } أي صبوه وذلك لأنّ الجنّة فوق النار { أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ } من الأطعمة والفواكه.

العياشي عن أحدهما عليهما السلام قال انّ أهل النار يموتون عطاشاً ويدخلون قبورهم عطاشاً ويدخلون جهنّم عطاشاً فيرفع لهم قراباتهم من الجنة فيقولون أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم الله، وعن الصادق عليه السلام يوم التّناد يوم ينادي أهل النار أهل الجنة أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم الله { قَالُواْ إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا } حرّم شراب الجنّة وطعامها { عَلَى الْكَافِرِينَ }.

{ (51) الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ } الذي كان يلزمهم التديّن به { لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيوَةُ الدُّنْيَا } فحرموا ما شاؤا واستحلوا ما شاؤُا { فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَذَا } في العيون عن الرضا عليه السلام في حديث أي نتركهم كما تركوا الإِستعداد للقاء يومهم هذا وقال انّما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم كما قال تعالىوَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } [الحشر: 19].

وفي التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسيره يعني بالنسيان أنه لم يثبهم كما يثيب أولياء الذين كانوا في دار الدنيا مطيعين ذاكرين حين آمنوا به وبرسله وخافوه في الغيب وقد يقول العرب في باب النسيان قد نسينا فلان فلا يذكرنا أي أنّه لا يأمر لهم بخير ولا يذكرهم به { وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } وكما كانوا منكرين لآياتنا.

{ (52) وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ } بيّنا معانيه من العقائد والأحكام والمواعظ مفصّلة { عَلَى عِلْمٍ } عالمين بوجه تفصيله حتى جاء حكيماً { هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

{ (53)هَلْ يَنظُرُونَ } هل ينتظرون { إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } ما يؤل إليه أمره من تبيين صدقه بظهور ما نطق به من الوعد والوعيد { يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ } قيل يوم القيامة والقمّي ذلك في قيام القائم ويوم القيامة { يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ } تركوه ترك الناسي { قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } قد تبينّ أنهم جاؤوا بالحقّ { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَا } اليوم { أَوْ نُرَدُّ } الى الدنيا { فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ } بصرف أعمالهم في الكفر { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } بطل عنهم فلم ينفعهم.

{ (54)إنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } القمّي قال في ستّة أوقات.

في الإِحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام ولو شاء أن يخلقها في أقلّ من لمح البصر لخلق ولكنه جعل الأناة والمداراة مثالاً لأمنائه وايجاباً للحجّة على خلقه.

وفي العيون عن الرضا عليه السلام وكان قادراً على أن يخلقها في طرفة عين ولكنه عز وجلّ خلقها في ستة أيام ليظهر على الملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء فيستدلّ بحدوث ما يحدث على الله تعالى مرّة بعد مرة.

السابقالتالي
2 3