الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْيَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

{ (33) قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنَْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعَْلَمُونَ }.

في الكافي والعياشي عن الكاظم عليه السلام فامّا قوله ما ظهر منها يعني الزّنا المعلن ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر الفواحش في الجاهلية وامّا قوله عزّ وجلّ وما بطن يعني ما نكح من أزواج الآباءِ لأنّ الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلّى الله عليه وآله اذا كان للرجل زوجة ومات عنها تزوّجها ابنه من بعده اذا لم تكن امّه فحرّم الله عزّ وجلّ ذلك وامّا الإِثم فانّها الخمر بعينها وقد قال الله عزّ وجلّ في موضع آخر { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } [البقرة: 219] فامّا الإِثم في كتاب الله فهي الخمر والميسر واثمهما كبير.

وزاد العياشي بعد قوله والميسر أخيراً فهي النّرد قال واثمهما كبير وامّا قوله والبغي فهي الزّنا سرّاً.

أقول: وربما يعمم الفواحش لكل ما تزايد قبحه ما علن منها وما خفى ويعمّم الإِثم لكل ذنب ويفسّر البغي بالظلم والكبر ويجعل بغير الحقّ تأكيداً و { ما لم يُنَزِّلْ به سلطاناً } تهكّماً اذ لا يجوز أن ينزل برهاناً بأن يشرك به غيره.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام أنّ القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرّم الله في القرآن هو الظاهر والباطن من ذلك أئمّة الجور وجميع ما أحلّ الله في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمّة الحقّ وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون أي تتقوّلوا وتفتروا.

وفي الخصال عنه عليه السلام إيّاك وخصلتين فيهما هلك من هلك إيّاك أن تفتي الناس برأيك وتدين بما لا تعلم وفي رواية أخرى أن تدين الله بالباطل وتفتي الناس بما لا تعلم.

وفيه وفي التوحيد عن الباقر عليه السلام أنه سئل ما حجّة الله على العباد فقال أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عندما لا يعلمون.

وفي الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته لابنه محمّد بن الحنفيّة يا بنَيّ لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلّ ما تعلم.

وفي العيون عنه عليه السلام " عن النبيّ صلىّ الله عليه وآله وسلم من أفتى النّاس بغير علم لعنته ملائكة السموات والأرض. "