الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ } * { وَقَطَّعْنَاهُمُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ ٱسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنبَجَسَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ ٱسْكُنُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيۤئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ } * { وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي ٱلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } * { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } * { فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلسُوۤءِ وَأَخَذْنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } * { فَلَماَّ عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } * { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ ٱلْكِتَٰبَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـٰذَا ٱلأَدْنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِّيثَٰقُ ٱلْكِتَٰبِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

{ (159) وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ } بكلمة الحق { وَبِهِ } وبالحق { يَعْدِلُونَ } بينهم في الحكم.

العياشي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قوم موسى هم أهل الإِسلام.

وفي المجمع عن الباقر عليه السلام أن هذه الأُمّة قوم من وراء الصين بينهم وبين الصين واد حارّ من الرمل لم يغيروا ولم يبدلوا ليس لأحدهم مال دون صاحبه يمطرون بالليل ويضحون بالنهار ويزرعون لا يصل اليهم منّا أحد ولا منهم الينا وهم على الحق قال وقيل أنّ جبرئيل انطلق بالنبيّ صلّى الله عليه وآله ليلة المعراج إليهم فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة فآمنوا به وصدّقوا وأمرهم أن يقيموا مكانهم ويتركوا السبت وأمرهم بالصلاة والزكاة ولم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا قال وروى أصحابنا أنّهم يخرجون مع قائم آل محمد عليهم السلام.

وروي أنّ ذا القرنين رآهم وقال لو أمرت بالمقام لسرّني أن اُقيم بين أظهركم.

{ (160) وَقَطَّعْنَاهُمُ } وصيرناهم قطعاً متميزاً بعضهم عن بعض { إثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً } والأسباط ولد الأولاد والأسباط في ولد يعقوب بمنزلة القبايل في ولد اسماعيل { وَأَوْحَيْنَآ إلَى مُوسَى إذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ } في التيه { أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ } أي فضرب فانبجست وفي حذفه اشارة الى أنّه لم يتوقف في الإِمتثال { مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسِ مَّشْرَبَهُمْ } كلّ سبط مشربهم { وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ } ليقيهم حرّ الشمس { وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ } أي وقلنا لهم كُلوا { مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } مضى تفسيره في سورة البقرة.

{ (161) وَإذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هذِهِ الْقَرْيَةَ } باضمار اذكر والقرية بيت المقدس { وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ } { سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }.

{ (162) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزَاً مِّنَ السَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ } مضى تفسيره فيها وقرء تغفر بالتاء والبناء للمفعول وخطيئتكم بالتوحيد وخطاياكم.

{ (163) وَسْأَلْهُمْ } واسأل اليهود وهو سؤال تقريع بقديم كفرهم وتجاوزهم حدود الله { عَنِ الْقَرْيَةِ } عن خبرها وما وقع بأهلها { الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ } قريبة منه { إذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ } يتجاوزون حدود الله تعالى بالصيد يوم السبت وقد نهوا عنه { إذْ تَأَْتِيِهِمْ حِيْتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ } يوم تعظيمهم أمر يوم السبت مصدر سبت اليهود إذا عظمت سبتها بالتجرد للعبادة { شُرَّعاً } ظاهرة على وجه الماء من شرع عليه إذا دنا منه وأشرف { وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيِهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }.

{ (146) وَإذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ } جماعة من أهل القرية { لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ } مخترمهم { أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً } لتماديهم في العصيان { قَالُواْ مَعْذِرَةً } وقرء معذرة بالرفع { إِلَى رَبِّكُمْ } يعني موعظتنا أنها عذراً إلى الله حتى لا تنسب إلى تفريط في النهي عن المنكر { وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } إذ اليأس لا يحصل إلا بالهلاك.

السابقالتالي
2 3 4