{ (104) وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } إليك { حَقِيقٌ عَلَى أَن لآَّ أقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقًَّ } وكان أصله حقيق عليّ ان لا أقول فقلب لأمن الإِلتباس أو لأنّ ما ألزمك فقد لزمته أو للاغراق في الوصف بالصدق يعني أنّه حقّ واجب عليّ القول الحقّ أن أكون أنا قائله لا يرضى إلا بمثلي او ضمّن حقيق معنى حريص أو وضع على مكان الباء كقولهم رميت السّهم على القوس وقرء عليّ على الأصل وعن أُبيّ أنه قرء بالباء وقرء في الشواذ بحذف على { قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إسْرَآئِيلَ } فخلهم حتى يرجعوا معي الى الأرض المقدسة التي هي وطن آبائهم وكان قد استعبدهم واستخدمهم في الأعمال الشاقة. { (106) قَالَ إن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ } من عند من أرسلك { فَأْتِ بِهَآ إن كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } في الدعوى. { (107) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } ظاهر أمره لا يشكّ في أنّه ثعبان وهي الحيّة العظيمة. { (108) وَنَزَعَ يَدَهُ } من جيبه { فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } بياضاً نورانيّاً غلب شعاعه شعاع الشمس، وكان موسى آدم شديد الأدمة فيما يروى. { (109) قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إنَّ هذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } في سورة الشعراء قال للملأ حوله ولعلّه قاله وقالوه أو قالوه عنه. { (110) يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } تشيرون في أن نفعل. { (111) قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } أخّرهما وأصدرهما عنك حتى ترى رأيك فيهما وتدبّر أمرهما. العياشي مقطوعاً لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح ولو كان لأمَر بقتلهما قال وكذلك نحن لا يسرع الينا الا كل خبيث الولادة، وقرء ارجه بحذف الهمزة الثانية وكسر الهاء مع الإِشباع وبدونه وبسكون الهاء من غيره همز { وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ } { (112) يأَْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } وقرء سحّار. { (113) وَجَآءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُواْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ }. { (114) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } وقرء انّ لنا على الأخبار وايجاب الأجر. { (115) قَالُواْ يَا مُوسَى إِمَّآ أَنْ تُلْقِيَ وَإمَّآ أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ } خيّروه مراعاة للأدب ولكن كانت رغبتهم في أن يلقوا قبله فنبّهوا عليه بتغيير النظم إلى ما هو أبلغ. { (116) قَالَ أَلْقُواْ } كرماً وتسامحاً وقلّة مبالاة بهم وثقة بما كان بصدده من التأييد الإِلهي { فَلَمَّآ ألْقَواْ سَحَرُواْ أعْيُنَ النَّاسِ } بأن خيّلوا اليها ما الحقيقة بخلافه بالحيل والشعوذة { وَاسْتَرْهَبُوهُمْ } وأرهبوهم ارهاباً شديداً كأنّهم طلبوا رهبتهم { وَجَآؤُا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } في فنه، روى أنّهم ألقوا حبالاً غلاظاً وخشباً طوالاً كأنّها حيّات ملأت الوادي وركب بعضها بعضاً.