الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَآ أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { تِلْكَ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلْكَٰفِرِينَ } * { وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ بِآيَٰتِنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ }

{ (100) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَآ } يخلفون من خلا قبلهم في ديارهم وانّما عدى يهد باللاّم لأنّه بمعنى يبيّن { أنْ لَّوْ نَشَآءُ } أنه لو نشاء { أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ } بجزاء ذنوبهم كما أصبنا من قبلهم { وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهمْ } مستأنف يعني ونحن نطبع على قلوبهم { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } سماع تفهم واعتبار.

{ (101) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا } بعض أنبائها { وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } بالمعجزات { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } عند مجيئهم بها { بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ } من قبل مجيئهم القمّي قال لا يؤمنون في الدنيا بما كذّبوا في الذرّ وهو ردّ على من أنكر الميثاق في الذّرّ الأوّل.

وفي الكافي والعياشي عن الباقر عليه السلام أنّ الله خلق الخلق فخلق من أحبّ مما أحبّ وكان ما أحبّ أن خلقه من طينة الجنّة وخلق من أبغض ممّا أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار ثم بعثهم في الظلال فقيل وأيّ شيء الظلال قال ألم تر إلى ظلّك في الشمس شيء وليس بشيء ثم بعث منهم النبيّين فدعوهم الى الإِقرار بالله وهو قوله ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ الله ثمّ دعوهم الى الإِقرار بالنبيّين فأقرّ بعضهم وأنكر بعض ثمّ دعوهم الى ولايتنا فأقرّ بها والله من أحبّ وأنكرها من أبغض وهو قوله تعالى وما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل ثم قال عليه السلام كان التكذيب ثمّ.

وفي رواية أخرى فمنهم من أقرّ بلسانه ولم يؤمن بقلبه فقال الله وما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل.

والعياشي عنهما عليهما السلام أنّ الله خلق الخلق وهم أظلّة فأرسل إليهم رسوله محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلم فمنهم من آمن به ومنهم من كذّبه ثم بعثه في الخلق الآخر فآمن به من آمن به في الأظلّة وجحده من جحده يومئذ فقال ما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل.

وعن الصادق عليه السلام في هذه الآية بعث الله الرّسل إلى الخلق وهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء فَمَنْ صدّق حينئذ صدّق بعد ذلك ومن كذّب حينئذٍ كذّب بعد ذلك { كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ }.

{ (102) وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ } وفاء عهد فانّ أكثرهم نقضوا عهد الله إليهم في الإِيمان والتقوى { وَإنْ وَجَدْنَآ أكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } وانه علمنا أكثرهم خارجين عن الطاعة.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام انّها نزلت في الشّاك.

وعن الصادق عليه السلام أنّه قال لأبي بصير يا أبا بصير انّكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا وانكم لن تبدلوا بنا غيرنا ولو لم تفعلوا لعيّركم الله كما عيّرهم حيث يقول جلّ ذكره وما وجدنا لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين.

السابقالتالي
2