الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } * { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ }

{ (22) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبَّاً عَلَى وَجْهِهِ } يعثر كلّ ساعة ويخرّ على وجهه لوعورة طريقه بحيث لا يستأهل ان يسلك { أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً } قائماً سالماً من العثار { عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } مستوى الاجزاء والجهة صالح للسّلوك والمراد تمثيل للمشرك والموحّد بالسّالكين والدّينين بالمسلكين.

في الكافي والمعاني عن الباقر عليه السلام القلوب اربعة قلب فيه نفاق وايمان وقلب منكوس وقلب مطبوع وقلب ازهر انور قال فامّا المطبوع فقلب المنافق وامّا الازهر فقلب المؤمن ان اعطاه الله عزّ وجلّ شكر وان ابتلاه صبر وامّا المنكوس فقلب المشرك ثمّ قرأ هذه الآية وذكر الرّابع.

وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال انّ الله ضرب مثل من حاد عن ولاية عليّ عليه السلام كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويّاً على صراطٍ مستقيم والصرط المستقيم امير المؤمنين عليه السلام.

{ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ } لتسمعوا مواعظه وتنظروا الى صنايعه وتتفكّروا وتعتبروا { قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ } باستعمالها فيما خلقت لاجلها.

{ (24) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } للجزاء.

{ (25) وَيَقُولُونَ مَتَى هذَا الْوَعْدُ } اي الحشر { إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } يعنون النبيّ صلّى الله عليه وآله والمؤمنين.

{ (26) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ } اي علم وقته { عِندَ اللَّهِ } لا يطّلع عليه سواه { وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ }.

{ (27) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً } اي ذا قرب { سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا } بان عليها الكآبة وساءتها رؤيته { وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ } تطلبون وتستعجلون من الدعاء.

في الكافي عن الباقر عليه السلام هذه نزلت في امير المؤمنين عليه السلام واصحابه الذين عملوا ما عملوا يرون امير المؤمنين عليه السلام في اغبط الاماكن هلم فيسيء وجوههم ويقال هذا الذي كنتم به تدّعون الذي انتحلتم به اسمه وفي المجمع عنه عليه السلام فلمّا رأوا مكان عليّ من النبيّ صلّى الله عليه وآله سئيت وجوه الذين كفروا يعني الذين كذّبوا بفضله وعن الاعمش قال لما رأوا ما لعليّ بن ابي طالب عند الله من الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا القمّي قال اذا كان يوم القيامة ونظر اعداء امير المؤمنين عليه السلام اليه والى ما اعطاه الله من الكرامة والمنزلة الشريفة العظيمة وبيده لواء الحمد وهو على الحوض يسقي ويمنع تسودّ وجوه اعدائه فيقال لهم هذا الذي كنتم به تدّعون منزلته وموضعه واسمه.

{ (28) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ } اماتني { وَمَنْ مَعِيَ } من المؤمنين { أَوْ رَحِمَنَا } بتأخير آجالنا { فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ } اي لا ينجيهم احد من العذاب متنا او بقينا وهو جواب لقولهم نتربّص به ريب المنون.

السابقالتالي
2