الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } * { وَٱللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَٱللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاَتُ ٱلأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً }

{ (3) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ }.

القمّي عن الصادق عليه السلام قال في دنياه.

وفي المجمع عن النبيّ صلّى الله عليه وآله انّه قرأها فقال مخرجاً من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت وشدائد يوم القيامة.

وعنه عليه السلام انّي لأعلم آية لو اخذ بها الناس لكفتهم ومن يتّق الله الآية فما زال يقولها ويعيدها وفي نهج البلاغة مخرجاً من الفتن ونوراً من الظلم.

وفي المجمع عن الصادق عليه السلام ويرزقه من حيث لا يحتسب اي يبارك له فيما اتاه.

وفي الفقيه عنه عن آبائه عن عليّ عليهم السلام من أتاه الله برزق لم يخطّ اليه برجله ولم يَمُدَّ اليه يده ولم يتكلّم فيه بلسانه ولم يشدّ اليه ثيابه ولم يتعرّض له كان ممّن ذكره الله عزّ وجلّ في كتابه ومن يتّق الله الآية.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام انّ قوماً من اصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله لمّا نزلت هذه الآية اغلقوا الابواب واقبلوا على العبادة وقالوا قد كفينا فبلغ ذلك النبيّ صلّى الله عليه وآله فأرسل إليهم فقال ما حملكم على ما صنعتم فقالوا يا رسول الله تكفّل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة فقال انّه من فعل ذلك لم يستجيب له عليكم بالطّلب.

وعنه عليه السلام هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحمّلون به الينا فيستمعون حديثنا ويقتبسون من علمنا فيرحل قوم فوقهم وينفقون اموالهم ويتعبون ابدانهم حتّى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلوه اليهم فيعيه هؤلاء ويضيّعه هؤلاء فاُولئك الّذين يجعل الله عزّ وجلّ لهم مخرجاً ويرزقهم من حيث لا يحتسبون { ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } كافيه { إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ } يبلغ ما يريده ولا يفوته مراد وقرىء بالاضافة { قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } تقديراً لا يتغيّر وهو بيان لوجوب التوكّل وتقرير لما تقدّم من الاحكام وتمهيد لما سيأتي من المقادير.

في الكافي عن الكاظم عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال للتوكّل على الله درجات منها ان تتوكّل على الله في امورك كلّها فما فعل بك كنت عنه راضياً تعلم أنّه لا يألوك خيراً وفضلاً وتعلم انّ في ذلك له فتوكّل على الله بتفويض ذلك اليه وثق به فيها وفي غيرها وفي المعاني مرفوعاً جاء جبرئيل الى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال له يا جبرئيل ما التوكّل على الله فقال العلم بأنّ المخلوق لا يضرّ ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع استعمال اليأس من الخلق فاذا كان العبد كذلك لم يعتمد الى احد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ولم يطمع في احد سوى الله فهذا هو التوكّل.

السابقالتالي
2