الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } * { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ } * { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } * { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي ٱسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }

{ (1) سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.

{ (2) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } روي انّ المسلمين قالوا لو علمنا احبّ الأعمال الى الله لبذلنا فيه اموالنا وانفسنا فأنزل الله انّ الله يحبّ الّذين يقاتلون في سبيله صفّاً فتولّوا يوم احد فنزلت والقمّي مخاطبة لأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله الذين وعدوه ان ينصروه ولا يخالفون امره ولا ينقضوا عهده في امير المؤمنين عليه السلام فعلم الله انّهم لا يفون بما يقولون وقد سمّاهم الله المؤمنين باقرارهم وان لم يصدّقوا.

{ (3) كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ } المقت اشدّ البغض في نهج البلاغة الخلف يوجب المقت عند الله وعند النّاس قال الله تعالى كبر مقتاً عند الله الآية.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام عدة المؤمن اخاه نذر لا كفّارة له فمن اخلف فبحلف الله بدأ ولمقته تعرّض وذلك قوله يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا الآيتين.

{ (4) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ } في تراصّهم من غير فرجة والرّصّ اتصال بعض البناء بالبعض واستحكامه.

في مصباح المتهجّد عن امير المؤمنين عليه السلام في خطبة خطب بها يوم الغدير قال واعلموا ايّها المؤمنون انّ الله عزّ وجلّ قال انّ الله يحبّ الَّذين يقاتلون في سبيله صفّاً اتدرون ما سبيل الله ومن سبيله انا سبيل الله الذي نصبني للاتّباع بعد نبيّه صلّى الله عليه وآله.

{ (5) وَإِذْ قَالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ } والعلم بالرسالة يوجب التعظيم ويمنع الايذاء في الجمع روي في قصّة قارون انّه دسّ اليه امرأة وزعم انّه زنى بها ورموه بقتل هارون { فَلَمَّا زَاغُوا } عن الحقّ { أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ } صرفها عن قبول الحقّ والميل الى الصواب القمّي اي شكك قلوبهم { وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ }.

{ (6) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } يعني محمد صلّى الله عليه وآله والمعنى ديني التصديق بكتب الله وانبيائه في العوالي في الحديث انّ الله تعالى لمّا بشّر عيسى عليه السلام بظهور نبيّنا صلّى الله عليه وآله قال له في صفته واستوص بصاحب الجمل الأحمر والوجه الأقمر نكّاح النساء.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام لمّا ان بعث الله المسيح عليه السلام قال انّه سوف يأتي من بعدي نبيّ اسمه احمد صلّى الله عليه وآله من ولد اسماعيل يجيء بتصديقي وتصديقكم وعذري وعذركم.

وعن الباقر عليه السلام لم تزل الأنبياء تبشّر بمحمّد صلّى الله عليه وآله حتّى بعث الله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فبشّر بمحمّد صلّى الله عليه وآله وذلك قول الله تعالى يجدونه يعني اليهود والنصارى يعني صفة محمد واسمه عندهم يعني في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر وهو قول الله عزّ وجلّ يخبر عن عيسى عليه السلام ومُبشّراً برسول يأتي من بعدي اسمه احمد.

السابقالتالي
2