الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنتُمْ وَلاَ ءَابَآؤُكُمْ قُلِ ٱللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } * { وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ وَلَوْ تَرَىۤ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }

{ (91) وَمَا قَدَرُواْ اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ } وما عرفوه حق معرفته وما عظّموه حق عظمته وما وصفوه بما هو أهل أن يوصف به من الرحمة على عباده واللطف بهم.

في الكافي عن الصادق عليه السلام إن الله لا يوصف وكيف يوصف وقد قال في كتابه وما قدروا الله حق قدره فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك ويأتي فيه حديث آخر في سورة الزّمر انشاء الله تعالى { إذْ قَالُواْ مَآ أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِّنْ شَيْءٍ } حين أنكروا الوحي وبعثة الرسل وذلك من أعظم رحمته وأجلّ الطافه.

القميّ هم قريش واليهود { قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً } الزموا بما لا بدّ لهم من الإِقرار به مع توبيخهم بتحريفهم بابداءِ بعض واخفاءِ بعض وجعلها ورقات متفرقة ليتمكّنوا بما حاولوه.

العياشي عن الصادق عليه السلام أنّه سئل عن هذه الآية قال كانوا يكتمون ما شاؤا ويبدون ما شاؤا وفي رواية كانوا يكتبونه في القراطيس ثم يبدون ما شاؤا ويخفون ما شاؤا.

والقميّ يخفون يعني من أخبار رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم وقرئ بالياءِ { وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلآَ آبَآؤُكُمْ قُلِ اللهُ } أي أنزله الله قيل أمره بأن يجيب عنهم اشعاراً بأنّ الجواب متعيّن لا يمكن غيره وتنبيهاً على أنهم بهتوا بحيث لا يقدرون على الجواب { ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } القمي يعني ما خاضوا فيه من التكذيب.

{ (92) وَهذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ } كثير النّفع والفائِدة { مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } الكتب التي قبله { وَلِتَنذِرَ } وقرئ بالياءِ أي الكتاب { أُمَّ الْقُرَى } يعني مكة سمّيت بها لأنّه دحيت الأرض من تحتها فكأنها تولّدت منها.

والقميّ قال سمّيت أمّ القرى لأنّها أوّل بقعة خلقها الله من الأرض { وَمَنْ حَوْلَهَا } أهل الشرّق والغرب { وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاْلآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } فانّ من صدّق بالآخِرة خاف العاقبه ولا يزال الخوف يحمله على النظر والتدّبر حتّى يؤمن به ويحافظ على الطّاعة وتخصيص الصلاة لأنّها عماد الدين وعلم الإِيمان.

{ (93) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَآ أَنزَلَ اللهُ } في الكافي والعياشي عن أحدهما عليهما السلام نزلت في ابن أبي سرح الذي كان عثمان استعمله على مضر وهو مّمن كان رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكّة هدر دمه وكان يكتب لرسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم فاذا أنزل الله عزّ وجلّ إنَّ اللَّهَ عزيم حكيم كتب أن الله عليم حكيم فيقول له.

السابقالتالي
2