الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَٰجُّوۤنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } * { وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَٰناً فَأَيُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِٱلأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }

{ (80) وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ } وخاصموه في التوحيد { قَالَ أَتُحَآجُّوُنِّى فِي اللهِ } في وحدانيته وقرئ بتخفيف النون { وَقَدْ هَدَانِ } إلى توحيده { وَلآَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ } أي لا أخاف معبوداتكم قط لأنّها لا قدرة لها على ضرّ أو نفع { إِلآَّ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَََيْئاً } أن يصيبني بمكروه وكأنه جواب لتخويفهم إياه من جهة آلهتهم { وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } فلا يستبعد أن يكون في علمه إنزال مخوف لي { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ } فتميّزوا بين القادر والعاجز.

{ (81) وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ } ولا يتعلق به ضرر { وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللهِ } وهو حقيق بأن يخاف منه كلّ الخوف لأنّه اشراك للمصنوع بالصانع وتسوية بين المقدور العاجز والقادر الضّارّ النّافع { مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً } حجّة والمعنى وما لكم تنكرون عليّ الأمن في موضع الأمن ولا تنكرون على أنفسكم الأمن في موضع الخوف { فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِاْلأَمْنِ } الموحدون أو المشركون { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }.