الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ } * { فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ } * { فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } * { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ (76) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ } أظلم عليه وستره بظلامه { رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي } على سبيل الإِنكار والإِستخبار لأنّ قومه كانوا يعبدون الكواكب أو على وجه النّظر والإِستدلال لأنّه كان طالباً في حداثة سنه { فَلَمَّآ أَفَلَ } غاب { قَالَ لآَ أُحِبُّ الآفِلِينَ } فضلاً عن عبادتهم فانّ الإِنتقال والإِحتجاب والإِستتار دليل الحدوث والفقر.

{ (77) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً } مبتدءاً في الطلوع { قَالَ هذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِني رَبّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّآلِّينَ } استعجز نفسه واستعان بربِّه في درك الحقّ فانّه لا يهتدي إليه إلا بتوفيقه ارشاداً لقومه وتنبيهاً لهم على أن القمر أيضاً لتغيّر حاله لا يصلح للألوهية وانّ من اتخذه إلهاً فهو ضال.

العياشي عنهما عليهما السّلام لأكوننّ من القوم الضّالين ناسياً للميثاق

{ (78) فَلَمَّا رَءَا الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هذَا رَبِّي } قيل ذكر اسم الإِشارة لتذكير الخبر وصيانةً للربّ عن شبهة التّأنيث { هَذَآ أَكْبَرُ } كبّره اظهاراً لشبهة الخصم أو استدلالاً { فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } من الأجرام المحدثة المفتقرة إلى محدث يحدثها ويخصّ أحوالها بما خصّت به ثم لما تبرّأ عنها توجه إلى موجدها ومبدعها الذي دلّت هي عليه فقال.

{ (79) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } في العيون عن الرضا عليه السّلام أنّه سأل المأمون فقال له يا ابن رسول الله أليس من قولك أن الأنبياء معصومون قال بلى قال فأخبرني عن قول الله عزّ وجلّ فلمَّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكباُ قال هذا رَبّي فقال الرضا عليه السّلام انّ ابراهيم عليه السّلام وقع إلى ثلاثة أصناف صنف يعبد الزّهرة وصنف يعبد القمر وصنف يعبد الشمس وذلك حين خرج من السَّرَب الذي أخفى فيه فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى الزّهرة قال هذا ربّي على إلإِنكار والإِستخبار فلمَّا أفل الكوكب قال لأ أحبّ الآفلين لأنّ الأفول من صفات المحدث لا من صفات القديم فلمَّا رأى القمر بازغاً قال هذا ربي على الإِنكار والإِستخبار فلمَّا أفل قال عليه السلام لئن لم يهدني ربّي لأكوننّ من القوم الضّالّين فلمّا أصبح ورأى الشّمس بازغة قال هذا ربّي هذا أكبر من الزّهرة والقمر على الإِنكار والإستخبار لا على الإخبار والإِقرار فلمَّا أفلت قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزّهرة والقمر والشّمس يا قوم أنّي بريء ممّا تشركون إنّي وجَهت وجهي للّذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين وانّما أراد ابراهيم عليه السّلام بما قال أن يبينّ لهم بطلان دينهم ويثبت عندهم أنّ العبادة لخالقها وخالق السّموات والأرض وكان ما احتج به على قومه ما ألهمه الله وآتاه كما قال تعالى

السابقالتالي
2