الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنَ ٱلأَنْعَٰمِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ } * { وَمِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنْثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ وَصَّٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ } * { قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَآ أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ (142) وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً } وأنشأ من الأنعام ما تحمل الأثقال وما ينسج من وبره وصوفه وشعره الفرش { كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } في تحريم شيء منها من عند أنفسكم { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } ظاهر العداوة.

{ (143) ثَمَانِيَةَ أََزْوَاجٍ } بدل من حمولة وفرشاً أو مفعول كلوا ولا تتّبعُوا معترض والزّوج ما معه آخر من جنسه يزاوجه وقد يقال لمجموعهما { مِّنَ الضَّأْنِ اثْنِيْنِ } الأهليّ والوحشِي { وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ } الأهلي والوحشِيّ وقرىء بفتح العين { قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ } ذكر الضأن وذكر المعز { حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ } أم انثييهما { أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ } أو ما حملته أناث الجنسين ذكراً كان أو أنثى { نَبِّؤُنِي بِعِلْمٍ } بأمر معلوم يدل على أنّ الله حرّم شيئاً من ذلك { إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } في دعوى التحريم عليه.

{ (144) وَمِنْ الإِبِلِ اثْنَيْنِ } العراب والبخاتي { وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ } الأهليّ والوحشِي وقيل أريد بالاثنين الذكر والأنثى من كل صنف والصواب ما قلناه كما يأتي بيانه { قُلْ ءَآلذَّكَرِيْنِ حَرَّمَ أَمِ اْلأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ } كما مر والمعنى انكارا انّ الله حرّم من الأجناس الأربعة أهليّاً كان أو وحشيّاً ذكراً كان أو أنثى وما تحمل اناثها ردّاً عليهم فانهم كانو يحّرمون ذكور الأنعام تارةً واناثها تارة وأولادها كيف كانت تارة زاعمين أنّ الله حرّمها { أمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ } بل كنتم حاضرين شاهدين { إذْ وَصَّاكُمُ اللهُ بِهذَا } حين وصاكم بهذا التحريم فانّكم لا تؤمنون بالرسل فلا طريق لكم إلى معرفة أمثال ذلك الا المشاهدة أو السماع { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً } فنسب إليه تحريم ما لا يحرم المراد كبراؤهم المقّررون لذلك أو عمرو بن لحّي المؤسّس له الذي بَحَر البحاير وسيّب السّوائب { لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عَلْمٍ إنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }.

القميّ فهذه التي أحلها الله في كتابه في قوله وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ثم فسرها في هذه الآية فقال من الضّأن اثنين عنى الأهليّ والجبليّ ومن المعز اثنين عنى الأهليّ والوحشِيَ الجبليّ ومن البقر اثنين عنى الأهليّ والوحشِيّ الجبليّ ومن الإِبل اثنين يعني البخاتيّ والعراب فهذه أحلّهَا الله.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام حمل نوح عليه السلام في السفينة الأزواج الثمانية التي قال الله عزّ وجلّ ثمانية أزواج من الضأن اثنين الآية فكان من الضّأن اثنين زوج داجنة يربيها الناس والزوج الآخر الضّأن التي تكون في الجبال الوحشية أحلّ لهم صيدها ومن المعز اثنين زوج داجنة يربيها الناس والزوج الآخر الضّباء التي تكون في الغار ومن الابل اثنين البخاتي والعراب ومن البقر اثنين زوج داجنة للناس والزوج الآخر البقر الوحشية وكل طير طيب وحشي وانسيّ.

السابقالتالي
2 3