الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

{ (5) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } يعادونهما فان كلاّ من المتعاديين في حدّ غير حدّ الآخر وقيل يضعون حدوداً غير حدودهما { كُبِتُوا } اخروا واهلكوا واصل الكبت الكبّ { كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } يعني كفّار الامم الماضية { وَقَدْ أَنزَلْنا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } تدلّ على صدق الرسول وما جاء به { وَلِلْكَافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ } يذهب عزّهم وتكبّرهم.

{ (6) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً } كلّهم لا يدع احداً او مجتمعين { فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا } اي على رؤوس الأشهاد تقريراً لعذابهم { أَحْصَاهُ اللَّهُ } احاط به عدداً لم يغب منه شيء { وَنَسُوهُ } لكثرته او تهاونهم به { وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } لا يغيب عنه شيء.

{ (7) أَلَمْ تَرَ أّنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ } من تناجي ثلاثة او من متناجين ثلاثة { إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } إلاّ الله يجعلهم أربعة اذ هو مشاركهم في الاطلاع عليها { وَلاَ خَمْسَةٍ } ولا نجوى خمسة { إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ } يعلم ما يجري بينهم { أَيْنَ ما كَانُوا } فانّ علمه بالاشياء ليس لقرب مكانيّ حتّى يتفاوت باختلاف الامكنة.

في الكافي عن الصادق عليه السلام يعني بالاحاطة والعلم لا بالذات لأنّ الاماكن محدودة تحويها حدود اربعة فاذا كان بالذات الزمها الحواية.

وسئل عن أمير المؤمنين عليه السلام عن الله اين هو فقال هو هيهنا وهيهنا وفوق وتحت ومحيط بنا ومعنا ثمّ تلا هذه الآية اشار الى انّه انّما هو رابع الثلاثة وسادس الخمسة المتناجين باحاطته بهم وغلبته عليهم وعلمه بما يتناجون به وشهوده لديهم في تناجيهم لا انّه واحد منهم وفي عدادهم بذاته المقدّسة لأنّ ذلك يستلزم الحدّ والمكان والحواية { ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ } تقريراً لما يستحقّونه من الجزاء { إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } لا يخفى عليه خافية.

في الكافي عن الصادق عليه السلام نزلت هذه الآية في فلان وفلان وابي عبيدة ابن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى ابي حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتواثقوا لئن مضى محمد صلّى الله عليه وآله لا يكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوّة ابداً والقمّي ما في معناه.

{ (8) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ } قيل نزلت في اليهود والمنافقين كانوا يتناجون فيما بينهم ويتغامزون بأعينهم اذا رأوا المؤمنين فنهاهم رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ عادوا لمثل فعلهم { وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ } اي بما هو اثم وعدوان للمؤمنين وتواص بمعصية الرسول وقرىء ويتنجون ويشهد لها حديث ما انتجيته بل الله انتجاه في شأن عليّ عليه السلام { وَإِذا جَآؤُكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ } فيقولون السّام عليك او انعم صباحاً.

السابقالتالي
2