الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } * { يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَٱلْتَمِسُواْ نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ ٱلْعَذَابُ } * { يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَـٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَٱرْتَبْتُمْ وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } * { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلاَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ وَلاَ يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } * { ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحْيِـي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ }

{ (11) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } ينفق ماله في سبيله رجاء ان يعوّضه وحسنه بالإِخلاص وتحرّي الحلال وافضل الجهات له ومحبّة المال ورجاء الحياة { فَيُضاعِفُهُ لَهُ } فيعطى اجره اضعافاً { وَلَهُ أجْرٌ كَرِيمٌ } وذلك الاجر كريم في نفسه وان لم يضاعف وقرىء فيضاعفه بالنّصب ويضعّفه مرفوعاً ومنصوباً.

في الكافي والقمّي عن الكاظم عليه السلام نزلت في صلة الإِمام.

وفي رواية في الكافي في صلة الإِمام في دولة الفسّاق.

وعن الصادق عليه السلام انّ الله لم يسأل خلقه ممّا في ايديهم قرضاً من حاجة به الى ذلك وما كان لله من حقّ فانّا هو لوليه.

{ (12) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعى نُورُهُمْ } ما يهتدون به الى الجنّة { بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأيْمانِهِمْ } من حيث يؤتون صحائف اعمالهم { بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنّاتٌ } يقال لهم ذلك { تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهَارُ خالِدِينَ فِيهَا ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }.

{ (13) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا } انتظرنا أو انظروا الينا وقرىء أَنْظِرُنا اي امهلونا { نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيل ارْجِعُوا وراءَكُمْ } الى الدنيا { فَالْتَمِسُوا نُوراً } بتحصيل المعارف الإِلهيّة والاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة فانّ النور يتولّد منها { فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ } بحائط { لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ الرَّحْمَةُ } لأنّه يلي الجنّة { وَظاهِرُهُ مِنْ قَبْلِهِ } من جهته { الْعَذَابُ } لأنّه يلي النّار.

{ (14) يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ } يريدون موافقتهم في الظاهر { قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنفُسَكُمْ } بالنفاق والقمّي قال { وَتَرَبَّصْتُمْ } بالمؤمنين الدوائر { وَارْتَبْتُمْ } وشككتم في الدين { وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ } وهو الموت { وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } الشيطان او الدنيا.

{ (15) فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ } فداء { وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا } ظاهراً وباطناً { مَأْوَاكُمُ النّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ } القمّي قال هي اولى بكم { وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } النَّارُ القمّي قال يقسم النور بين الناس يوم القيامة على قدر ايمانهم يقسم للمنافق فيكون نوره بين ابهام رجله اليسرى فينظر نوره ثمّ يقول للمؤمنين مكانكم حتّى اقتبس من نوركم فيقول المؤمنون لهم ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً فيرجعون فيضرب بينهم بسور قال والله ما عني بذلك اليهود ولا النصارى وما عني به الاّ اهل القبلة.

{ (16) أَلَمْ يأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } الم يأت وقته { وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } اي القرآن { وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ } وقرىء بالياء { فَطالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ } الزمان { فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ } خارجون عن دينهم.

في الاكمال عن الصادق عليه السلام قال نزلت هذه الآية في القائم عليه السلام ولا تكونوا الآية.

أقولُ: لعلّ المراد انّها نزلت في شأن غيبة القائم عليه السلام واهلها المؤمنين.

{ (17) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا }.

السابقالتالي
2