الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } * { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ } * { وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ } * { ثُمَّ يُجْزَاهُ ٱلْجَزَآءَ ٱلأَوْفَىٰ } * { وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } * { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } * { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } * { وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَىٰ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } * { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ }

{ (38) أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } اي لم ينبّأ بما في صحفهما انّه لا يؤاخذ احد بذنب غيره.

{ (39) وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إلاَّ مَا سَعَى } الاّ سعيه اي كما لا يؤاخذ احد بذنب الغير لا يثاب بفعله وما جاء في الاخبار من انّ الصدقة والحجّ ينفعان الميّت فذلك انّما هو لمحبّة زرعها الميّت في قلب الناوي له النّائب عنه باحسان او ايمان او قرابة او غير ذلك فهو من جملة سعيه وكذا المريض انّما يكتب له في ايّام مرضه ما كان يفعله في صحّته لأنّ في نيّته ان لو كان صحيحاً لفعله فهو انّما يثاب بالنيّة مع انّ المانع له من فعله ليس بيده وانّما غلب الله عليه فعلى فضل الله ان يثيبه.

{ (40) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى } يراه في الآخرة.

{ (41) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزاءَ الأَوْفى } اي يجزي العبد سعيه بالجزاء الأوفر.

{ (42) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى } انتهاء الخلائق ورجوعهم.

وفي الكافي والتوحيد عن الصادق عليه السلام انّ الله يقول وانّ الى ربّك المنتهى فاذا انتهى الكلام الى الله فامسكوا والقمّي مثله مع زيادة.

وفي التوحيد عن الباقر عليه السلام قيل له انّ الناس قبلنا قد اكثروا في الصفة فما تقول فقال مكروه اما تسمع الله عزّ وجلّ يقول وانّ الى ربّك المنتهى تكلموا فيما دون ذلك.

{ (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى } القمّي قال ابكى السماء بالمطر واضحك الأرض بالنبات قال الشاعر كلّ يوم باقحوان جديد تضحك الأرض من بكاء السماء.

{ (44) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } لا يقدر علىالاماتة والاحياء غيره.

{ (45) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى }.

{ (46) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنى } القمّي قال تتحوّل النطفة من الدم فتكون أولاً دماً ثم تصير النّطفة في الدماغ في عرق يقال له الوريد وتمرّ في فقار الظّهر فلا تزال تجوز فقراً فقراً حتّى تصير في الحالبين فتصير ابيض وامّا نطفة المرأة فانّها تنزل من صدرها.

{ (47) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى } الاحياء بعد الموت وفاء بعهده.

{ (48) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأقْنَى } واعطى القنية وهي ممّا يتأصّل من الاموال.

في المعاني والقمّي عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن امير المؤمنين عليهم السلام في هذه الآية قال اغنى كلّ انسان بمعيشته وأرضاه بكسب يده.

{ (49) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى } القمّي قال نجم في السماء يسمّى الشّعرى كانت قريش وقوم من العرب يعبدونه وهو نجم يطلع في آخر اللّيل.

{ (50) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الأُولى }.

{ (51) وَثَمُوداً } وقرىء بغير تنوين { فَمَا أَبْقى } الفريقين.

{ (52) وَقَوْم نُوحٍ مِنْ قَبْلُ } من قبل عاد وثمود { إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى } من الفريقين لأنّهم كانوا يؤذون نوحاً وينفرون عنه ويضربونه حتّى لا يكون به حراك.

السابقالتالي
2