الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ } * { وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ } * { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ } * { تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } * { إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } * { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } * { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ } * { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ } * { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً } * { فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ } * { وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِٱلْحُسْنَى } * { ٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوَاحِشَ إِلاَّ ٱللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ ٱلْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّوۤاْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ }

{ (19) أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّى }.

{ (20) وَمَناةَ الثّالِثَةَ الأُخْرَى } هي اصنام كانت لهم وقرئت اللاّت بتشديد التاء على انّه صورة رجل كان يلت السّويق بالسمن ويطعم الحاجّ والعزّى قال اصلها تأنيث الاعزّ ومناة فعلة من مناه اذا قطعه فانّهم كانوا يذبحون عندها القرابين ومنه منى وقرىء منأة على أنها مفعلة من النوء كأنّهم يستمطرون الأنواء عندها تبركا بها.

القمي قال اللات رجل والعزى امرأة ومناة صنم بالمسلك الخارج من الحرم على ستّة اميال.

{ (21) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ اْلأُنْثى } قيل انكار لما قالت قريش انّ الملائكة بنات الله وهذه الاصنام هي كلها او استوطنها جنيّات هنّ بناته تعالى عن ذلك.

{ (22) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى } جائرة حيث جعلتم له ما تستنكفون منه وهي فعلى من الضّيز وهو الجور لكنّه كُسِر فائه ليسلم الياء وقرىء بالهمزة من ضأزه اذا ظلمه على انّه مصدر نعت به.

{ (23) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ } الضمير للاصنام اي ما هي باعتبار الالوهيّة الا اسماء تطلقولنها عليها لأنّكم تقولون انّها آلِهة وليس فيها شيء من معنى الالوهيّة { سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ } بهواكم { مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ } برهان تتعلّقون به { إِنْ يَتَّبِعُونَ إلاَّ الظَّنَّ } الاّ توهّم انّ ما هم عليه حقّ تقليد او توهّماً باطلاً { وَما تَهْوَى اْلأَنفُسُ } وما تشتهيه انفسهم { وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى } الرسول والكتاب فتركوه.

{ (24) أَمْ لِلإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى } ام منقطعة والهمزة فيه للانكار والمعنى ليس له كلّ ما يتمنّاه والمراد نفي طمعهم في شفاعة الآلِهة وقولهم لئن رجعت الى ربّي انّ لي عنده للحُسنى وقولهم لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ونحوها.

{ (25) فَلِلَّهِ الأَخِرَةُ وَالأُولَى } يعطي منها ما يشاء لمن يريد وليس لأحد ان يتحكّم عليه في شيء منهما.

{ (26) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يأْذَنَ اللَّهُ } في الشفاعة { لِمَنْ يَشاءُ } من الملائكة ان يشفع او من النّاس ان يشفع له { وَيَرْضى }.

ويراه اهلاً لذلك فكيف يشفع الاصنام لعبدتهم.

{ (27) إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ الأَُنثَى } بأن سمّوهم بنات.

{ (28) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلمٍ إِنْ يَتََّبِعُونَ إلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً } فانّ الحقّ الذي هو حقيقة الشيء لا يُدرك الاّ بالعلم.

{ (29) فَأَعْرِضْ عنَ مَّنْ تَوَلّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا } فاعرض عن دعوته والإِهتمام بشأنه فانّ من غفل عن الله واعرض عن ذكره وانهمك في الدنيا بحيث كانت منتهى همّته ومبلغ علمه لا يزيده الدّعوة الاّ عناداً واصراراً على الباطل.

{ (30) ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ } لا يتجاوزه علمهم والجملة اعتراض مقرّر لقصور هممهم علىالدنيا { إِنَّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى } يعني انّما يعلم الله من يجيب ممّن لا يجيب فلا تتعب نفسك في دعوتهم اذ ما عليك الاّ البلاغ وقد بلغت.

السابقالتالي
2