الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ ٱللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِٱلْغَيْبِ فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ ٱلصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ ٱلنَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ ٱلْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذٰلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا ٱللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ ٱللَّهُ مِنْهُ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ }

{ (94) يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ } يعني في حال احرامكم نبّه بقوله بشيء على تحقيره بالإِضافة الى الإِبتلاءِ بِبَذْلِ الأنفس والأموال.

القمي قال: نزلت في عمرة الحديبية جَمعَ الله عليهم الصيد فدخلوا بين رحالهم.

وفي الكافي عن الصادق عليه السلام حشر عليهم الصيد في كل مكان حتى دنا منهم ليبلوهم الله به.

وعنه عليه السلام حشر لرسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم في عمرة الحديبية الوحوش حتى نالتها أيديهم ورماحهم.

وفي رواية ما تناله الأيدي البيض والفراخ وما تناله الرّماح فهو ما لا تصل إليه الأيدي، وفي المجمع عنه عليه السلام الذي تناله الأيدي فراخ الطير وصغار الوحش والبيض والذي تناله الرّماح الكبار من الصيد { لِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ } ليتميّز من يخاف عقاب الآخرة وهو غائب منتظر فيتّقي الصيد ممن لا يخافه فيقدم عليه { فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.

{ (95) يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } محرمون، في التهذيب عن الصادق عليه السلام إذا حرمت فاتّق قتل الدواب كلها إلا الأفعى والعقرب والفأرة فانّها توهي السقاء وتضرم على أهل البيت البيت وأما العقرب فإنَّ نبيّ الله مدّيده إلى الحجر فلسعته عقرب فقال لعنك الله لا تدعين برّاً ولا فاجراً والحيّة إذا أرادتك فاقتلها وان لم تردك فلا تردها والكلب العقور والسبع إذا أراداك فاقتلهما فإِن لم يريداك فلا تردهما والأسود العِذْر فاقتله على كل حال ارم الغراب رمياً والحدأة على ظهر بعيرك وفي الكافي ما في معناه.

وعنه عليه السلام يقتل المحرمُ الزّنبور والنسر والأسود العِذر والذئب وما خاف أن يعدو عليه وقال الكلب العقور هو الذّئب، وعنه عليه السلام كل ما خاف المحرم على نفسه من السباع والحيّات فليقتله وان لم يردك فلا ترده { وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُتَعَمِّداً فَجَزَآءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ } وقرء فجزاء بالإِضافة، في التهذيب عن الصادق عليه السلام في تفسيرها في الظبي شاة وفي حمار وحش بقرة وفي النعامة جزور وزاد في رواية أخرى وفي البقرة بقرة والعياشي عن الباقر عليه السلام ما يقرب منه { يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ } في المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام ذو عدل وفي الكافي عنهما عليهما السلام والعياشي عن الباقرعليه السلام العدل رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم والإمام من بعده ثم قال هذا مما أخطأت به الكتاب وزاد العياشي يعني رجلاً واحداً يعني الامام.

أقول: يعني أنّ رسم الألف في ذوا عدل من تصرّف نساخ القرآن خطأ والصواب عدم نسخها وذلك لأنّه يفيد أنّ الحاكم اثنان والحال أنّه واحد وهو الرّسول في زمانه ثم كلّ إمام في زمانه على سبيل البدل.

السابقالتالي
2