الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَٰهُمْ جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ } * { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ }

{ (65) وَلَوْ أََنَّ أَهْلَ الْكِتَاِبِ آمَنُواْ } بمحمّد صلّى الله عليه وآله وبما جاء به { واتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } التي فعلوها ولم يؤاخذهم بها { وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ } فإِنَّ الإِسلام يجبّ ما قبله وان جلّ.

{ (66) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقََامُواْ التَّوراةَ والإِنْجِيلَ } باذاعة ما فيهما والقيام بأحكامهما { وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِّنْ رَّبِّهِمْ }.

في الكافي والعيّاشي عن الباقر عليه السلام يعني الولاية { لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ } لوسّع عليهم ارزاقهم وافيض عليهم بركات من السماء والأرض.

القمّي قال من فوقهم المطر ومن تحت ارجلهم النّبات { مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ } قد دخلوا في الإِسلام، القمي قوم من اليهود دخلوا في الإِسلام فسمّاهم الله مقتصدة { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَايَعْمَلُونَ } وفيه معنى التعجّب أي ما اسوء عملهم وهم الذين اقاموا على الجحود والكفر.

{ (67) يَآ أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } يعني في عليّ صلوات الله عليه فعنهم عليهم السّلام كذا نزلت { وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رسَالَتَهُ } ان تركت تبليغ ما انزل اليك في ولاية عليّ عليه السلام وكتمته كنت كأنّك لم تبلّغ شيئاً من رسالات في استحقاق العقوبة وقرء رسالته على التّوحيد { وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } يمنعك من ان ينالوك بسوءٍ { إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَافِرينَ } في الجوامع " عن ابن عبّاس وجابر عن عبد الله رضي الله عنه أنّ الله تعالى امر نبيّه صلّى الله عليه وآله ان ينصب عليّاً عليه الصّلاة والسلام للناس ويخبرهم بولايته فتخوّف ان يقولوا حامى ابن عمّه وان يشقّ ذلك على جماعة من اصحابه فنزلت هذه الآية فأخذ بيده يوم غدير خم وقال صلّى الله عليه وآله من كنت مولاه فعليّ مولاه. "

وقرء العيّاشي عنهما عليهما السلام ما في معناه.

ورواه في المجمع عن الثّعلبيّ والحسكاني وغيرهما من العامّة وفي الكافي عن الباقر عليه السّلام في حديث ثمّ نزلت الولاية وانّما اتاه ذلك يوم الجمعة بعرفة انزل الله تعالىٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } [المائدة: 3] " وكان كمال الدّين بولاية عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه فقال عند ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله امّتي حديثوا عهد بالجاهليّة ومتى اخبرتهم بهذا في ابن عمّي يقول قائل ويقول قائل فقلت في نفسي من غير ان ينطق به لساني فأتتني عزيمة من الله بتلة اوعدني ان لم ابلّغ أن يعذّبني فنزلت { يا ايّها الرّسُول بلّغ } الآية.

فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله بيد عليّ عليه السّلام فقال:

أيّها النّاس انّه ان لم يكن نبيّ من الأنبياء ممّن كان قبلي الاّ وقد كان عمّره الله ثمّ دعاه فأجابه فاُوشك ان ادعى فأجيب وانا مسؤول وانتم مسؤولون فماذا انتم قائلون؟

فقالوا نشهد انّك قد بلّغت ونصحت وادّيت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين.

فقال اللّهم اشهد ثلاث مرّات ثم قال:

يا معشر المسلمين هذا وليّكم من بعدي فليبلّغ الشّاهد منكم الغائب قال ابو جعفر عليه السّلام كان والله امين الله على خلقه وغيبه ودينه الّذي ارتضاه لنفسه ".


السابقالتالي
2 3 4