الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ ٱلْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ ٱللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّآ أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { ٱلْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيّبَـٰتُ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَٱلْمُحْصَنَـٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا ءاتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَٰفِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِيۤ أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِٱلإِيمَٰنِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ }

{ (4)يَسْأَلُونَكَ ماذآ أَُحِلَّ لَهُمُ } كأنهّم لمّا تلى عليهم ما حرّم عليهم سألوا عمّا أحلّ لهم { قُلْ أُحِِلَّ َلكُمُ الطَّيِّباتُ } قيل ما لم يستخبثه الطّباع السّليمة ولم تتنفّر عنه { وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الجَوَارِحِ } أي صيدهنَّ وهي كواسب الصّيد على أهلها من السّباع والطّير { مُكَلِّبِينَ } مؤدّبين لها والمكلّب مؤدّب الجوارح ومغرياها بالصّيد مشتقّ من الكلب.

في الكافي والتهذيب عن الصّادق عليه السلام في كتاب عليّ عليه السلام في قول الله تعالى وما علّمتم من الجوارح مكَلّبين قال هي الكلاب.

وعنه عليه السّلام إذا أرسلت بازاً أو صقراً أو عقاباً فلا تأكل حتى تدركه فتذكّيه وان قتل فلا تأكل.

وعنه عليه السلام وقد سئل عن ارسال الكلب والصّقر فقال وامّا الصقّر فلا تأكل من صيده حتّى تدرك ذكاته وأمّا الكلب فكل منه إذا ذكرت اسم الله عليه أكل الكلب منه أو لم يأكل وفي معناهما أخبار كثيرة { تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ } الهمكم من طرق التّأديب وفسرّ أدبه باتّباع الصّيد بارسال صاحبه وانزجاره بزجره وانصرافه بدعائه وامساكه عليه الصّيدفي الكافي عن الباقر عليه السّلام ما قتلت من الجوارح مكلّبين وذكرتم اسم الله عليه فكلوا من صيدهن وما قتلت الكلاب التي لم تعلّموها من قبل.

أن تدركوه فلا تطعموه.

وفي الكافي والفقيه والتّهذيب عن الصّادق عليه السّلام قال في صيد الكلب إن أرسله صاحبه وسمّى فليأكل كلّ ما أمسك عليه وان قتل وان أكل فكل ما بقي وان كان غير معلّم فعلّمه ساعته حين يرسله فليأكل منه فانّه معلّم فامّا ما خلا الكلب ممّا تصيده الفهود والصّقور واشباه ذلك فلا تأكلْ من صيده الاَّ ما تدرك ذكاته لأنَّ الله عزّ وجلّ قال مكلّبين فما خلا الكلاب فليس صيده بالّذي يؤكل الاّ أن تدرك ذكوته وأمَّا الأخبار الّتي وردت بخلاف ذلك فمحمولة على التقيّة لموافقتها مذاهب العامّة كما بيّناه في الوافي { فَكُلُوا مِمِّآ أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ }.

القمّي عن الصادق عليه السلام أنّه سئل عن صيد البزاة والصّقور والفهود والكلاب قال لا تأكل الاّ ما ذكّيت الاّ الكلاب قيل فان قتله قال كل فانّ الله يقول وما علّمتم من الجوارح مكلّبين تعلّمونهنّ ممِّا عَلمكم الله فكلوا مّما أمسكن عليكم ثم قال فكلوا ممّا أمسكن عليكم ثم قال كل شيء من السباع يمسك الصيد على نفسها الاّ الكلاب المعلّمة فإنّها تمسك على صاحبها وقال إذا ارسلت الكلب المعلّم فاذكر اسم الله عليه فهو ذكاته { وَاتَّقُوا اللَّهَ } فيما حرَّم عليكم { إنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } فيؤاخذكم بما جلّ ودقّ.

{ (5)الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ }.

القميّ قال عنى بطعامهم هيهنا الحبوبُ والفاكهة غير الذبايح الّتي يذبحونها فانهّم لا يذكرون اسم الله عليه خالصاً على ذبايحهم ثم قال والله ما استحلوا ذبايحكم فكيف تستحلّون ذبايحهم.

السابقالتالي
2 3