الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلّبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } * { إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوۤاْ أَوْ يُصَلَّبُوۤاْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ ٱلأَرْضِ ذٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

{ (32) مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَآئِيلَ } القمي لفظ الآية خاص في بني اسرائيل ومعناها جار في الناس كلهم { أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ } بغير قتل نفس يوجب الإقتصاص { أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ } أو بغير فساد فيها كالشرك وقطع الطريق { فَكَأَنَّمَا قَـَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً } لهتكه حرمة الدّماءِ وتسنينه سنّة القتل وتجرأة النّاس عليه.

في الفقيه والعياشي عن الصادق عليه السلام " واد في جهنّم لو قتل الناس جميعاً كان إنّما يدخل ذلك المكان قيل فان قتل آخر قال يضاععف عليه ".

وفي رواية أخرى " له في النّار مقعد لو قتل الناس جميعاً لم يزدد على ذلك المقعد ".

والعياشي ما يقرب من الروايتين { وَمَنْ أَحْيَاها فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } ومن تسبّب لبقاءِ حياتها بعفو أو منع من القتل أو استنقاذ من بعض أسباب الهلاك فكأنّما فعل ذلك بالناس جميعاً، القميّ قال من أنقذها من حرق أو غرق أو هدم أو سبع أو كفله حتى يستغني أو أخرجه من فقر إلى غنىً وأفضل من ذالك من أخرجها من ضلال إلى هدىً.

وفي الكافي عن الباقر عليه السلام في تفسيرها قال من حرق أو غرق قيل فمن أخرجها من ضلال الى هدىً قال ذلك تأويلها الأعظم.

وفيه والعياشي مثله عن الصادق عليه السلام.

وعنه عليه السلام من أخرجها من ضلال الى هدىً فكأنّما أحياها ومن أخرجها من هدىً إلى ضال فقد قتلها وعنه عليه السلام تأويلها الأعظم ان دعاها فاستجابت له.

وفي الفقيه عنه عليه السلام من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق رقبة ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه كان كمن أحيا نفساً ومن أحيا نفساً فكأنّما أحيا الناس جميعاً { وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ } الواضحة بعدما كتبنا عليهم هذا التشديد العظيم تأكيداً للأمر وتجديداً للعهد كي يتحاموا من أمثال هذه الجنايات { ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذلِكَ فِى الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } مجاوزون عن الحقّ، في المجمع عن الباقر عليه السلام المسرفون هم الّذين يستحِلّون المحارم ويسفكون الدّماء.

{ (33) إنَّمَا جَزَآءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَواْ مِنَ الأَرْضِ } في الكافي والعياشي " عن الصادق عليه السلام قدم على رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم قوم من بني ضبّة مرضى فقال لهم رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم أقيموا عندي فاذا برأتم بعثتكم في سريّة فقالوا أخرجنا من المدينة فبعث بهم الى إبل الصدقة يشربون من أبوالها ويأكلون من ألبانها فلما برأوا واشتدّوا قتلوا ثلاثة ممّن كانوا في الإِبل وساقوا الإِبل فبلغ رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم الخبر فبعث إليهم عليّاً وهم في واد قد تحيرّوا ليس يقدرون أن يخرجوا منه قريب من أرض اليمن فأسرهم وجاء بهم إلى رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم فنزلت عليه هذه الآية فاختار رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلم القطع فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف "

السابقالتالي
2