الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } * { مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }

{ (116) وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ } العياشي عن الباقر عليه السلام لم يقله وسيقوله إنّ الله إذا علم شيئاً هو كائن أخبر عنه خبر ما قد كان { ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونى وَأُمِّي إلهينِ مِن دُونِ اللهِ } توبيخ للكفرة وتبكيت لهم.

القميّ وذلك أنّ النصارى زعموا أنّ عيسى عليه السلام قال لهم إنّي وأمّي إلهين من دون الله فاذا كان يوم القيامة يجمع الله بين النصارى وبين عيسى على نبيّنا وآله وعليه السلام فيقول ءَأَنْتَ قلت الآية { قَالَ سُبْحَانَكَ } انزّهك تنزيهاً من أن يكون لك شريك { مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ } ما لا يحق لي أن أقوله { إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلآ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ } تعلم ما أخفيه ولا أعلم ما تخفيه.

والعياشي عن الباقر عليه السلام في تفسيرها أنّ الاسم الأكبر ثلاثة وسبعون حرفاً فاحتجَبَ الرّب تعالى بحرف فمن ثمّة لا يعلم أحد ما في نفسه عزّ وجلّ أعطى آدم اثنين وسبعين حرفاً فتوارثها الأنبياء حتى صارت عند عيسى فذلك قول عيسى عليه السلام تعلم ما في نفسي يعني اثنين وسبعين حرفاً من الاسم الأكبر يقول أنت علّمتنيها فانت تعلمها ولا أعلم ما في نفسك يقول لأنّك احتجبت من خلقك بذلك الحرف فلا يعلم أحد ما في نفسك { إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }.

{ (117) مَا قُلْتُ لَهُمْ إلاَّ مَآ أمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } رقيباً مطّلعاً أمنعهم من أن يقولوا ذلك ويعتقدوه { مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي } بالرّفع إلى السّماء من قوله انّي متوفّيك ورافعك إليك والتوفّي أخذ الشيء وافياً والموت نوع منه قال الله عزّ وجلّيَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا } [الزمر: 42] { كُنْتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ } المراقب لأحوالهم { وَأَنتَ عَلَى كُلَّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } مطّلع مراقب له.