الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }

{ (11) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلاَ نِسآءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ } اي لا يسخر بعض المؤمنين والمؤمنات من بعض اذا قد يكون المسخور منه خيراً عند الله من الساخر القمّي نزلت في صفيّة بنت حيّ بن اخطب وكانت زوجة رسول الله صلّى الله عليه وآله وذلك انّ عايشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها يا بنت اليهوديّة فشكت ذلك الى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال لها الا تجيبيهما فقالت بماذا يا رسول الله قال قولي انّ ابي هارون نبيّ الله وعمّي موسى كليم الله وزوجي محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله فما تنكران مني فقالت لهما فقالتا هذا علّمك رسول الله صلّى الله عليه وآله فأنزل الله في ذلك { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ } الآية { وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ } ولا يعيب بعضكم بعضاً { وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ } ولا تدعوا بعضكم بعضاً بلقب السوء { بِئْسَ الإِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمانِ } اي بئس الذكر المرتفع للمؤمنين اي ان يذكروا بالفسق بعد دخولهم الايمان واشتهارهم به { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ } عمّا نهي عنه { فَأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ } بوضع العصيان موضع الطاعة وتعريض النفس للعذاب.

{ (12) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ } كونوا منه على جانب وابهام الكثير ليحتاط في كلّ ظنّ ويتامّل حتّى يعلم انّه من ايّ القبيل { إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } الاثم الذنب يستحقّ به العقوبة.

في الكافي عن الصادق عن امير المؤمنين عليهما السلام قال ضع امر اخيك على احسنه حتّى يأتيك ما يقلبك منه ولا تظنّن بكلمة خرجت من اخيك سوء وانت تجد لها في الخير محملاً.

وفي نهج البلاغة اذا استولى الصلاح على الزمان واهله ثم اساء رجل الظنّ برجل لم يظهر منه خزية فقد ظلم واذا استولى الفساد على الزمان واهله ثمّ احسن الرجل الظنّ برجل فقد غرّر { وَلاَ تَجَسَّسُوا } ولا تبحثوا عن عورات المؤمنين.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لا تطلبوا عثرات المؤمنين فانّه من يتبع عثرات اخيه يتبع الله عثرته ومن يتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته { وَلاَ يَغْتَبْ بَعضُكُمْ بَعْضاً } ولا يذكر بعضكم بعضاً بالسوء في غيبته.

في الكافي عن الصادق علي السلام انّه سئل عن الغيبة فقال هو ان تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل وتبثّ عليه امراً قد ستره الله عليه ما لم يقم عليه فيه حدّ وفي رواية وامّا الامر الظاهر فيه مثل الحدّة والعجلة فلا.

وعن الكاظم عليه السلام من ذكر رجلاً من خلفه بما هو فيه ممّا عرفه النّاس لم يغتبه ومن ذكره من خلفه بما هو فيه ممّا لا يعرفه الناس اغتابه ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته.

السابقالتالي
2