الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ } * { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى ٱلشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلأَمْرِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } * { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَٰنَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ } * { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَانَهُمْ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }

{ (23) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ } عن استماع الحقّ { وَأَعْمى أَبْصَارَهُمْ } فلا يهتدون سبيله.

{ (24) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ }.

في المجمع عن الصادق والكاظم عليهما السلام يعني { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ } فيقضون ما عليهم من الحقّ { أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَفْفالُها } لا يصل اليها ذكر ولا ينكشف لها امر واضافة الاقفال اليها للدلالة على اقفال متناسبة لها مختصّة لها لا تجانس القفال المعهودة.

وفي المحاسن عن الصادق عليه السلام انّ لك قلباً ومسامع وانّ الله اذا اراد ان يهدي عبداً فتح مسامع قلبه واذا اراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح ابداً وهو قول الله عزّ وجلّ { أمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها }.

{ (25) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ } الى ما كانوا عليه من الكفر { مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ } سهّل لهم { وَأَمْلى لَهُمْ } قيل وامدّ لهم في الآمال و الاماني ويأتي له معنى آخر.

وقرىء واملى لهم اي وانا املي لهم اي امهلهم واملي على البناء للمفعول.

{ (26) ذلَكَ بأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ اْلأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } وقرىء على المصدر.

في الكافي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية قال فلان وفلان ارتدّا عن الايمان في ترك ولاية امير المؤمنين عليه السلام قال نزلت والله فيهما وفي أتباعهما وهو قول الله عزّ وجلّ الذي نزل به جبرئيل على محمد صلّى الله عليه وآله ذلك بأنّهم قالوا للّذين كرهوا ما نزّل لله في عليّ سنطيعكم في بعض الأمر قال دعوا بني اميّة الى ميثاقهم الاّ يصيروا الامر فينا بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله ولا يعطونا من الخمس شيئاً وقالوا ان اعطيناهم ايّاه لم يحتاجوا الى شيء ولم يبالوا ان لا يكون الامر فيهم فقالوا سنطيعكم في بعض الامر الذي دعوتمونا اليه وهو الخمس ان لا نعطيهم منه شيئاً والذي نزّل الله ما افترض على خلقه من ولاية امير المؤمنين عليه السلام وكان معهم ابو عبيدة وكان كتابهم فأنزل اللهأَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ * أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم } [الزخرف: 79-80] الآية والقمّي ما في معناه بزيادة ونقصان.

وعنه عليه السلام الشيطان سوّل لهم يعني الثاني.

وفي المجمع عنهما عليهما السلام انّهم بنوا اميّة كرهوا ما انزل الله في ولاية علي عليه السلام.

{ (27) فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ } فكيف يعملون ويحتالون وحينئذ { يَضْرِبُونَ وَجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ }.

{ (28) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } لذلك.

في روضة الواعظين عن الباقر عليه السلام قال كرهوا عليّاً امر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية ويوم عرفة ونزلت فيه خمس عشرة آية في الحجّة التي صدّ فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله عن المسجد الحرام وبالجحفة وبخم والقمّي ما اسخط الله يعني موالاة فلان وفلان وظالمي امير المؤمنين عليه السلام فأحبط الله اعمالهم يعني التي عملوها من الخيرات.

السابقالتالي
2