الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } * { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } * { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ }

{ (19) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ } اي اذا علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكافرين فاثبت على ما انت عليه من العلم بالوحدانية وتكميل النفس باصلاح احوالها وافعالها وهضمها بالاستغفار لذنبك { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } والذنوبهم بالدعاء لهم والتحريص على ما يستدعي غفرانهم { وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ } في الدنيا فلها مراحل لا بدّ من قطعها { وَمَثْوَاكُمْ } في العقبى فانّها دار اقامتكم.

في الكافي عن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله الاستغفار وقول لا اله الاّ الله خير العبادة قال الله العزيز الجبّار { فاعلم أَنّه لا إِلهَ إلاَّ اللّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ }.

{ (20) وَيَقَولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ } هلاّ نزلت سورة في امر الجهاد { فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ } مبيّنة لا تشابه فيها { وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ } اي الامر به { رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ } جبناً ومخافة { فَأَوْلَى لَهُمْ } فويل لهم.

{ (21) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ } خير لهم وعن ابيّ انّه قرأ يقولون طاعة وقول معروف { فَإِذَا عَزَمَ اْلأَمْرُ } اي جدّ اسند عزم اصحاب الامر الى الامر مجازاً وجوابه محذوف { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ } اي فيما زعموا من الحرص على الجهاد { لَكانَ } الصدق { خَيْراً لَهُمْ }.

{ (22) فَهَلْ عَسَيْتُمْ } فهل يتوقّع منكم { إِنْ تَوَلَّيْتُمْ } امور الناس وتأمّرتم عليهم او اعرضتم وتولّيتم عن الاسلام { أَنْ تُفْسِدُوا فِي اْلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ } تناحراً على الولاية وتجاذباً لها او رجوعاً الى ما كنتم عليه في الجاهليّة من تغاور ومقاتلة مع الأقارب والمعنى انّهم لضعفهم في الدّين وحرصهم على الدنيا احقّاء بان يتوقّع ذلك منهم من عرف حالهم ويقول لهم هل عسيتم وقرىء تولّيتم اي ان تولاّكم ظلمة خرجتم معهم وساعدتموه في الافساد وقطيعة الرّحم.

ونسب في المجمع هذه القراءة الى امير المؤمنين عليه السلام.

وفي الكافي والقمّي عنه عليه السلام انّها نزلت في بني اميّة.