الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَلِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاَعةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ ٱلْمُبْطِلُونَ } * { وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } * { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }

{ (25) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } واضحات الدلالة على ما يخالف معتقدهم { ما كَانَ حُجَّتَهُمْ } ما كان لهم متشّبث يعارضونها به { إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ }.

{ (26) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ } فانّ من قدر على الابداء قدر على الاعادة { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } لقلّة تفكّرهم وقصور نظرهم على ما يحسّونه.

{ (27) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماوَاتِ وَاْلأَرْضِ } تعميم للقدرة بعد تخصيصها { وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبِْطِلُونَ }.

{ (28) وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً } قيل اي مجتمعة من الجثوة وهي الجماعة او باركة مستوفزة على الركب والقمّي اي على ركبها { كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلى كِتَابِها } صحيفة اعمالها وقرء كلّ بالنّصب { الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } على تقدير القول.

{ (29) هذا كِتابُنا } قيل اضاف صحائف اعمالهم الى نفسه لأنّه امر الكتبة ان يكتبوا فيها اعمالهم.

أقولُ: ويأتي له وجه آخر عن قريب { يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ } يشهد عليكم بما عملتم بلا زيادة ونقصان { إِنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ } نستكتب الملائكة { مَا كنتُمْ تَعْمَلُونَ } اعمالكم.

وفي الكافي والقمّي عن الصادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال انّ الكتاب لم ينطق ولن ينطق ولكن رسول الله صلّى الله عليه وآله هو الناطق بالكتاب قال الله تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحقّ فقيل انّا لا نقرؤها هكذا فقال هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد صلّى الله عليه وآله ولكنّه مما حرّف من كتاب الله.

أقول: كأنّه قرأ عليه السلام ينطق بضمّ الياء وفتح الطاء.

القمّي عنه عليه السلام وعن الصادق انّه سئل عن { ن والقلم } قال انّ الله خلق القلم من شجرة في الجنّة يقال لها الخلد ثم قال لنهر في الجنّة كن مداداً فجمد النّهر وكان اشدّ بياضاً من الثلج واحلى من الشهد ثم قال للقلم اكتب قال يا ربّ ما اكتب قال اكتب ما كان وما هو كائن الى يوم القيامة فكتب القلم في رقّ اشدّ بياضاً من الفضّة واصفى من الياقوت ثم طواه فجعله في ركن العرش ثم ختم على فم القلم فلم ينطق فلا ينطق ابداً فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها اولستم عرباً فكيف لا تعرفون معنى الكلام واحدكم يقول لصاحبه انسخ ذلك الكتاب وليس انّما ينسخ من كتاب آخر من الاصل وهو قوله { إِنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }.

وفي سعد السعود في حديث الملكين الموكّلين بالعبد انّهما اراد النزول صباحاً ومساء ينسخ لهما اسرافيل عمل العبد من اللّوح المحفوظ فيعطيهما ذلك فإذا صعدا صباحاً ومساء بديوان العبد قابله اسرافيل بالنسخ التي انتسخ لهما حتى يظهر انه كان كما نسخ منه.

السابقالتالي
2