الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } * { أَفَأَنتَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ أَوْ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ } * { أَوْ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُّقْتَدِرُونَ } * { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } * { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }

{ (39) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ } ما انتم عليه من التمنّي { إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ }.

القمّي عن الباقر عليه السلام نزلت هاتان الآيتان هكذا حتّى إِذَا جَاءَنَا يعني فلاناً وفلاناً يقول احدهما لصاحبه حين يراه { يَا لَيْتَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ القرين } فقال الله لنبيّه صلّى الله عليه وآله قل لفلان وفلان واتباعهما لن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم آل محمد صلوات الله عليهم حقّهم انّكم في العذاب مشتركون.

{ (40) أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِى العُمَى } انكار تعجّب من ان يكون هو الذي يقدر على هدايتهم بعد تمرّنهم على الكفر واستغراقهم في الضلال بحيث صار عشاهم عمىً مقروناً بالصّمم { وَمَنْ كَانَ فِى ضَلاَلٍ مُبِينٍ } عطف على العمى باعتبار تغاير الوصفين وفيه اشعار بانّ الموجب لذلك تمكّنهم في ضلال لا يخفى.

{ (41) فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ } اي فان قبضناك قبل ان ينصرك بعذابهم وما مزيدة للتأكيد { فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ } بعدك.

{ (42) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِى وَعَدْنَاهُمْ } او ان اردنا ان نريك ما وعدناهم من العذاب { فَإِنّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ } لا يفوتوننا.

في المجمع روي انّه صلّى الله عليه وآله اري ما يلقى ذرّيته من امّته بعده فما زال منقبضاً ولم ينبسط ضاحكاً حتّى لقي الله تعالى قال:

وروى جابر بن عبد الله الأنصاري قال انّي لأدناهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله في حجّة الوداع بمنى حتّى قال لا الفينّكم ترجعون بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض وايم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت الى خلفه فقال او عليّ ثلاث مرّات فرأينا انّ جبرئيل غمزه فأنزل الله على اثر ذلك فأمّا نذهبنّ بك فانّا منهم منتقمون بعليّ بن ابي طالب.

أقولُ: انّما يكون ذلك في الرجعة.

والقمّي عن الصادق عليه السلام قال فامّا نذهبنّ بك يا محمد من مكّة الى المدينة فانّا رادّوك اليها ومنتقمون منهم بعليّ بن ابي طالب عليه السلام وقد سبق في هذا المعنى اخبار اخر في سورة المؤمنين.

{ (43) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِى أُوحِىَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }.

القمّي عن الباقر عليه السلام انّك على ولاية عليّ عليه السلام وعليّ هو الصراط المستقيم.

{ (44) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ }.

في الكافي عن الباقر عليه السلام نحن قومه ونحن المسؤولون.

وعن الصادق عليه السلام ايّانا عني ونحن اهل الذكر ونحن المسؤولون.

وعنه عليه السلام الذكر القرآن ونحن قومه ونحن المسؤولون.

وفي البصائر عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال رسول الله صلّى الله عليه وآله واهل بيته أهل الذكر وهم المسؤولون.

{ (45) وَاسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } هل حكمنا بعبادة الاوثان وهل جاءت في ملّة من مللهم.

السابقالتالي
2