الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ ٱلإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ } * { أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِٱلْبَنِينَ } * { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـٰنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ٱلْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } * { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } * { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } * { بَلْ قَالُوۤاْ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } * { وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } * { قَٰلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } * { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

{ (15) وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا } قيل متّصل بقوله ولئن سئلتهم اي وجعلوا له بعد ذلك الاعتراف من عباده ولداً فقالوا الملائكة بنات الله سمّاه جزء لأنّ الولد بضعة من والده القمّي قوله وجعلوا له من عباده جزء قال قالت قريش انّ الملائكة هم بنات الله سمّاه جزء لأنّ الولد بضعة من والده القمّي قوله وجعلوا له { مِن عِبَادِهِ جُزءًا } قال قالت قريش انّ الملائكة هم بنات اللهِ { انَّ الإِنسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ } ظاهر الكفران.

{ (16) أَمِ اتّخَذَ مِمّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصفَاكُمْ بِالبَنِينَ } معنى الهمزة في اَمُ الانكار والتعجّب من شأنهم حيث لم يقنعوا بان جعلوا له جزء حتّى جعلوا له من مخلوقاته اجزاء اخصّ ممّا اختير لهم وابغض الاشياء اليهم بحيث اذا بشّر بها احدهم اشتدّ غمّه به كما قال.

{ (17) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ للرَّحْمَنِ مَثَلاً } بما جعل لله شبهاً وذلك انّ كلّ ولد من كلّ شيء شبهه وجنسه { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا } صار وجهه اسود في الغاية لما يعتريه من الكآبة { وَهُوَ كَظِيمٌ } مملوء قلبه من الكرب.

{ (18) أَوَمَنْ يَنْشَؤُا فِى الْحِلْيَةِ } او يجعلون له من يتربّى في الزّينة يعني البنات { وَهُوَ فِى الْخِصَامِ } في المجادلة { غَيْرُ مُبِينٍ } للحجّة يقال قلّما تتكلم امرأة بحجّتها الاّ تكلّمت بالحجّة عليها وقرئ ينشؤ بالتشديد اي يربّى.

{ (19) وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا } كفر آخر تضمّنه مقالهم شنّع به عليهم وهو جعلهم اكمل العباد واكرمهم على الله انقصهم رأياً واخصّهم صنفاً وقرئ عند الرّحمن على تمثيل زلفاهم { أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ } احضروا خلق الله ايّاهم فشاهدوهم اناثاً فانّ ذلك ممّا يعلم بالمشاهدة وهو تجهيل وتهكّم بهم وقرئ ءَاُشْهِدُوا خلقهم بهمزة مضمومة بعد همزة الاستفهام { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ } التي شهدوا بها على الملائكة { وَيُسْئَلُونَ } عنها يوم القيامة.

{ (20) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ }.

{ (21) أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ } من قبل القرآن ينطق على صحّة ما قالوه { فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ }.

{ (22) بَلْ قَالُوا إِنّا وَجَدْنَا آبَائَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ } اي لا حجّة لهم على ذلك من جهة العقل ولا من جهة النظر وانّما جنحوا فيه الى تقليد آبائهم الجهلة والامّة الطريقة التي تؤمّ.

{ (23) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِى قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإنّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ } تسلية لرسول الله صلّى الله عليه وآله ودلالة على انّ التقليد في نحو ذلك ضلال قديم وفي تخصيص المترفين اشعار بأنّ التنعم وحبّ البطالة صرفهم عن النظر الى التقليد.

السابقالتالي
2